مسافات شاسعة بين التنظير حول إدارة المتاحف الآثار وبين حال أكثر من متحف عربي، إذ لا تتوقف الأخبار عن أعمال صيانة أخلّت بشروط ومعايير العرض بل وشوّهته؛ ومن بينها المتحف المصري، الذي جرى التحقيق مؤخراً مع لجنة الترميم حول استخدام ألوان وزخارف غير مناسبة لجدرانه، وأرضيات تساهم فى إحداث تشويه بصري، ناهيك عن إتلاف مقتنيات ثمينة عن جهل أو عن قصد.
ليس معلوماً إن كانت هذه المخاوف كانت وراء انطلاق فعاليات "المؤتمر العربي الأفريقي الأول للمتاحف" غداً وتتواصل إلى 20 من الشهر الجاري، في "المتحف القومي للحضارة المصرية" في القاهرة، أم أن التقاء المتخصّصين في التراث الحضاري سيخلص إلى توصيات لن تجد طريقها إلى أرض الواقع.
تحت شعار "المتاحف والثقافات العابرة للحدود"، أعلن المنظمون عن أهداف المؤتمر التي تتضمن تكوين شبكة اتصال قوية بين المتاحف العربية والأفريقية، وتبادل الخبرات والمعرفة، وبناء كوادر علمية مدرّبة من أمناء ومتخصّصي المتاحف، وربط برامج الدراسات المتحفية الأكاديمية في الجامعات بالاحتياجات الفعلية للمتخصّصين".
طموحات أكبر من ذلك طالت كيفية مواجهة الكوارث الطبيعية والتقلبات السياسية، التي تعتبر واقعاً يواجه عدداً من البلدان العربية، وستتناول الجلسات أربعة محاور أساسية، هي: "المتاحف ودورها في التقارب الحضاري"، و"المتاحف والتكنولوجيا"، و"المتاحف والتنمية المجتمعية"، و"المتاحف ودورها كمؤسسات تربوية وتعليمية".
يشارك في المؤتمر عدد من الباحثين والأكاديميين في علم المتاحف؛ ومن بينهم: مي مصطفى، وسيد أبو الفضل، وعبد الرحمن عثمان، وفتحي صالح، والسيد إدريس السويني، ومريم دانيال، ومحمد حواس، وسوزانا توماس، وفاطمة مصطفى عبد العزيز.
عشرات الأوراق العلمية التي سيتداولها المؤتمر الذي تشارك في تنظيمه مؤسسات مصرية وجّهت إليها صحف محلية وعربية تُهَم الإهمال والمسؤولية عن ضياع مقتنيات أو إتلافها، ويشاركها التنظيم مؤسسسات دولية لم تستطع أن تحرّك ساكناً حين نهبت وخرّبت آثار في العراق وسورية واليمن وليبيا.