السادس من أكتوبر عام 1981، بينما يحتفل الرئيس المصري الأسبق أنور السادات، بذكرى انتصار أكتوبر، وسط جنوده، انفلتت مجموعة، قرّرت أن تصوّب ما رأته من خطايا في عملية السلام واتفاقية كامب ديفيد، وأطلقوا النيران، إلا أن واحدًا، كان مستهدفًا بشكل رئيس، وهو الرئيس.
بين وجوه الحاضرين، كان نائب الرئيس حتى لحظة الاغتيال حاضرًا بقوة، ليظهر على الشرائط المُسجِلة للحدث غاضبًا، إنه محمد حسني مبارك، الذي اقترن اسمه بلقب الرئيس المصري لمدة ثلاثين عامًا متتالية.
في هذه الأثناء، بين فترتين رئاسيتين، كان صنع الله إبراهيم، الروائي المصري المعارض، قد نشر لتوه قصة قصيرة في صحيفة "السفير اللبنانية"، حملت اسم "اللجنة"، التي سرعان ما امتدت على يد الكاتب نفسه لتصبح رواية، وتنشر بأياد لبنانية أيضًا.
"اللجنة"، التي تقول عبر صفحاتها دائمًا إن "الكوكاكولا" تحكم، في دلالة على سيطرة الشركات العالمية على السوق والسياسة العربيتين، فيتقدم البطل إلى لجنة يفترض أن لها مهمة متمثلة في اختبار شخصيته وثقافته، فتطلب منه استعراض أفضل منجزات العصر، فيستعرض "الكوكاكولا"، وبعدها تطلب منه اللجنة البحث عن ألمع الشخصيات العربية، فيبحث إلى الحد الذي يجعل اللحنة تتدخل فيه، عندها يكتشف البطل، مجهول الاسم، العلاقة بين الكوكاكولا والأحداث على الساحة.
يرى بعضهم أن اللجنة هي هيئة مخابراتية محلية، ويرى آخرون أنها منظمة عالمية، وغيرهم قالوا إنها الوزارات الحكومية، إلا أن كاتبها لم يوضح سوى أنها كُتبت كي تشير إلى هيمنة الشركات العالمية على الوضع السياسي العربي.
في عام 2016، ظهر عنوان "اللجنة" مجددًا، على يد رسام الكوميكس الفرنسي، توماس إيزولا، الذي استوحى مضمون الرواية وأسقطه على الفترة -المباركية- وحتى ثورة 25 يناير 2011. بين الرسام والروائي، أجرى "جيل" هذه المحاورات..