من جهة أخرى، فإن الدور الثقافي الذي لعبته الكويت منذ الخمسينيات وحتى الثمانينيات قد خفت بالتدريج، يضاف إلى ذلك موجة الكساد العام وما يعرفه الكتّاب والقرّاء والناشرون عن حالة القراءة وسوق النشر في العالم العربي؛ وهذان أمران لا يمكن التنبّؤ معهما أن الدورة الجديدة التي تنطلق غداً واحدة من الدورات الذهبية أو أنها ستأتي بجديد، فقد دخل الروتين والملل إلى معظم هذه التظاهرات، ولم يبادر المنظمون للتجديد ومواكبة طفرات السوق والقراءة التي لا يمكن إنكارها.
المفارقة، أنه وفي حين صعدت بلدان خليجية، لا سيما في ظاهرة معارض الكتب مثل السعودية والإمارات وقطر، التي أصبحت أسواقاً جاذبة ومقصداً للناشرين، تراجع أداء وحضور بلد عريق ثقافياً، مثل الكويت، وهي ظاهرة تستحق التوقف عندها.
تحفل التظاهرة، مثل كل عام، بالعدد الضخم لدور النشر والعناوين المعروضة، ففي دورة هذا العام من "معرض الكويت الدولي للكتاب" التي ستتواصل حتى 26 من الشهر الجاري في "أرض المعارض" بمشاركة أكثر من خمسمئة دار نشر عربية وأجنبية من ثلاثين بلداً وبعناوين تفوق 11 ألف عنوان.
المعرض يتزامن أيضاً مع إطلاق أنشطة كثيرة في العاصمة بمناسبة أخرى، هي إعلانها "عاصمة للثقافة الإسلامية"، من هنا تتقاطع بعض الفعاليات والمحاضرات والندوات بين التظاهرتين.
إلى جانب ذلك، يتضمّن المعرض برامج مختلفة إلى جانب عروض الأجنحة وتواقيع الكتب، ففي زاوية "المقهى الثقافي" تُقام الأمسيات الشعرية والمحاضرات. كما ينظّم القائمون معرضاً للتصوير الفوتوغرافي، يشارك فيه أكثر من مئة مصوّر عربي وأجنبي، فضلاً عن معرض لفناني الكاريكاتير الكويتيين.