"الكاميرون" تسعى لاستعادة أمجاد مونديال 90

يُعتبر المنتخب الكاميروني من بين الأقوى أفريقياً وتأهل إلى كأس العالم في ست مرّات كان أوّلها في نسخة العام 1982، وكان مشواره مشرفاً منذ البداية لأنّه لم يخسر في أي مباراة بل تعادل مع بطل هذه النسخة إيطاليا والبيرو وبولندا.

وبعد حوالى ثماني سنوات صنع الكاميرون تاريخاً يتكلم عنه العالم، حين لقن الأرجنتين درساً قاسياً في مونديال 1990، في أوّل مباراة له في المجموعة عندما فاز عليها بهدف نظيف، ليعود ويفوز على رومانيا (2 – 1)، ويتأهل إلى الدور الثاني، ويُخرج كولومبيا بنفس النتيجة، مفجراً مفاجأة من العيار الثقيل.

ليصبح أوّل منتخب أفريقي يصل إلى الدور الربع النهائي، الذي خسره بشق الأنفس أمام أنجلترا (3 – 2)، لينهي مشوار "مونديالي" أكثر من رائع، ورغم المعنويات التي نالها نظراً لأدائه المشرف إلا أنه فشل في تخطي الدور الأول في أخر أربع بطولات كأس عالم شارك فيها أعوام 1994 و1998 و2002 و2010.

يُذكر أن الكاميرون تأهلت إلى كأس العالم 2014، بعد أن لعبت مع تونس في المباراة الفاصلة عن الفارة الأفريقية، لتتعادل سلباً في مباراة الذهاب على أرض الأخير، وتحقق فوزاً كبيراً في لقاء الإياب (4 – 1)، وبذلك تكون حجزت لها مكاناً في المونديال البرازيلي.

تكتيك المدرب فولكر فينكي

سيكون مدرب الكاميرون الألماني فولكر فينكي أمام الامتحان الدولي الأوّل له بعد أنّ قاد فرايبورج الألماني لمدة 16 عاماً، وهو فاز مع منتخب "الأسود" الأفريقية بثلاثة مباريات من أصل ثلاثة منذ توليه مهمته التدريبية.

ومن الناحية التكتيكية فإن ّفولكر يريد من الكاميرون أنّ تلعب الكرة الجماعية، من خلال زرع أهمية العمل الجماعي على البساط الأخضر، في حين لاحظ المدرب الألماني إنعدام التواصل بين اللاعبين لذلك كان من الضروري أن يتم بناء روح المنتخب من جديد من أجل تطوير الأداء.

وأبرز ما يميز خطة فولكر (4-2-3-1)، هو تفكيره بضرب دفاع الخصم من الوسط لإلهائه وخطف الأهداف عبر تغيير اتجاه الهجمة بشكل كامل عبر الأطراف، وتُطبق الخطة عملياً على الشكل التالي (شد الدفاع إلى خارج المنطقة عبر التمريرات القصيرة، حيثُ يعتقد الخصم أنها المنطقة الخطيرة وفجأة يتم إرسال الكرة إلى أحد الطرفين لتشكيل الخطورة بعد أن شُرعت أبواب المنطقة الدفاعية).

في حين يعتمد فولكر في خطته على العقل الجماعي وتنفيذ الخطط التكتيكية بأقدام المنتخب وليس حصر الأمر بلاعب واحد، يُضاف إلى ذلك حنكته التدريبية التي يمنحها للفريق عبر تدريبات قوية على التمرير السريع والتحرك المتنوع على أرض الملعب من أجل الضغط على المنافس.

أبرز نجوم الكاميرون

تملك الكاميرون لاعبين مميزين يلعبون في أوروبا وأبرزهم صامويل إيتو قائد المنتخب وهو الروح والمثل الأعلى لجميع أفراد المنتخب، لكن بوجود إيتو أو عدمه هناك خزان من اللاعبين الموهوبين يملكون الخبرة الكافية، أمثال المدافعين نيكولاس نكولو وبينوا أكوتو وأوريليان شيدجو.

في المقابل يعتبر أليكس سونج وجان ماكون وستيفان مبينا قلب المنتخب الكاميروني النابض، بالإضافة إلى ولادة نجم صغير يشق طريق النجومية، وهو فابريس أولينجا (18 سنة)، لاعب فريق مالاجا الإسباني، الذي قد يرسم لمسات سحرية على أرضي "السامبا".

نقاط قوة وضعف الكاميرون

تتميز الكاميرون باللياقة البدنية على البساط الأخضر، والعمل الدؤوب من أجل تحقيق المستحيل في عالم كرة القدم، والخط الخلفي قوي جداً بوجود مدافعين من الطراز الرفيع لحماية المرمى من هجمات الخصوم.

في المقابل يبدو أن الهجوم يعاني من ترجمة الفرص إلى أهداف بسبب قلة الأفكار الإبداعية أمام المرمى، الامر الذي يُسبب المتاعب للدفاع الذي سيتلقى الضربات، بعد الفشل في استغلال الفرص، مما سينهكه ويؤدي إلى خسارات تُطيح بالكاميرون خارج البطولة باكراً.

ويعتبر خطف بطاقة من المجموعة الأولى، والتأهل إلى الدور الثاني هدفاً للكتيبة الكاميرونية، وفي حال تمكنت هذه الكتيبة من عرقلة البرازيل، فإن الكاميرون ستدخل التاريخ بدون أي منازعٍ، ليعتمد منتخب "الأسود" التي لا تقهر في نهاية الأمر على الدفاع العتيد والمنظم، وصامويل إيتو الساحر الذي سيحمل المنتخب على كتفيه من أجل المجد العالمي في المونديال البرازيلي.

تشكيلة منتخب الكاميرون

- حراسة المرمى: شارلز إيتانجي، ندي أسامبي، سامي ندجوك، لويك فودجو.

- المدافعون: ألان نيوم، داني نونكو، سيدريك دجوجوي، أوريليان شيدجو، نيكولاس نكولو، أرميل بييك، هنري بيديمو، بينوا إيكوتو، جاتينج بونج.

- لاعبو خط الوسط: إيونج إينوح، جان ماكون، جويل ماتيب، ستيفان مبيا، لاندري نجويمو، أليكس سونج، سيدريك لوي، إيدجار سالي.

- المهاجمون: صامويل إيتو، إيريك موتينج، بنيامين موكاندجو، فينسينت أبو بكر، أشيل وييبو، محمدو إدريسو، فابريس أولينجا.