شهدت المحافظات المصرية خلال الساعات الماضية حالة من ازدحام السيارات أمام محطات الوقود، وذلك مع قرب تطبيق منظومة "الكارت الذكي" والتي من المقرر أن يبدأ العمل بها في 15 يونيو/حزيران الجاري.
وتسببت عودة الطوابير أمام محطات الوقود في زحام مروري خانق، وسادت حالة من الغضب العارم بين سائقي السيارات بسبب الانتظار الطويل للحصول على البنزين، مما أدى إلى وقوع بعض المشاجرات والإصابات أمام بعض المحطات.
وزادت من حدة الأزمة قيام البعض بمليء الجراكن، وتهافت السائقين على ملء سيارتهم وتخزين البنزين والسولار، كما قامت مركبات "التوك توك" بعمل زحام شديد أمام المحطات، قبل البدء بالعمل في منظومة "الكارت الذكي".
وشهد طريق القاهرة الإسكندرية الزراعي ازدحاماً غير عادي، بسبب وقوف سيارات النقل
والملاكي في صفوف طويلة أمام محطات البنزين إلى أكثر من 5 ساعات انتظاراً لوصول سيارات البنزين، خاصة بعدما ترددت أنباء بزيادة جديدة في أسعار الوقود.
وشهدت محطات الوقود في محافظات الوجه البحري تزاحماً كبيراً من قبل المزارعين من مختلف القرى، الذين حضروا لملء الجراكن وتخزين الوقود لاستخدامه في ري الأرض الزراعية بالماكينات قبل بدء العمل في منظومة "الكارت الذكي"، خصوصاً أنهم لا يملكون هذه الكروت، في حين لم تفلح الحملات الأمنية في مواجهة موجة الازدحام تلك، بعدما امتدت طوابير السيارات لمسافات طويلة أمام محطات الوقود.
وفى محافظة الشرقية أصيب 7 أشخاص بينهم حالات كسور، بسبب حالة التدافع أمام المحطات، والاقتتال بين السائقين بسبب أسبقية التموين، في الوقت الذي لا تلتزم فيه المحطات بمنع تعبئة الجراكن.
اقرأ أيضاً: توقعات بارتفاع صادرات مصر إلى العراق
واستقبلت بعض المحطات الأزمة ببيع السولار والبنزين في السوق السوداء بأسعار مضاعفة، فيما تقوم بعض المحطات ببيع البنزين المغشوش، والذي يتم إضافة الماء إليه، مما تسبب في حدوث أعطال بالسيارات، الأمر الذي أدى إلى انتعاش عملية الإصلاح لدى الورش التي شهدت طوابير أيضاً لإصلاح تلك المركبات.
وأغلقت محطات الوقود مداخلها ووضعت الحواجز الحديدية للإعلان عن عدم وجود وقود بالمحطات، واتهم بعض المواطنين أصحاب تلك المحطات ببيع السولار لتجار السوق السوداء الذين يحصلون على كميات كبيرة منه في جراكن وبراميل لإعادة بيعها للجمهور بأسعار مضاعفة.
وارتفع سعر الليتر البنزين 5 جنيهات في السوق السوداء، وأثارت الأزمة غضبَ جموع المواطنين وسائقي سيارات الأجرة، الذين تعطلت مصالحهم وتأثر دخلهم اليومي، بسبب قضاء معظم فترات اليوم أمام محطات الوقود.
وأقرت الحكومة المصرية بالأزمة، حيث قال مصدر حكومي في وزارة البترول إن "تطبيق الكارت الذكي وراء الأزمة"، لافتاً إلى أن الزحام في المحافظات أكثر بكثير من القاهرة".
ولم ينف المصدر الأنباء المتصاعدة عن زيادة في أسعار المحروقات، والتي تعد الثانية من نوعها منذ تسلم السيسي رئاسة مصر، وذلك في إطار خطة لرفع الدعم عن السلع والخدمات الحكومية، بهدف تخفيف الأعباء، والتي من المتوقع أن تقر في يوليو/تموز المقبل، موضحاً أن الزيادة المتوقعة تراوح ما بين 50 إلى 100 قرش لليتر الواحد.
وعكست الأنباء المتصاعدة عن زيادة جديدة في أسعار الوقود غضب السائقين، حيث قال هشام لاشين سائق تاكسي، لـ" العربي الجديد": "مش عارفين نتصرف إزاي.. الأسعار زيادة في كل شيء.. الأكل والشرب ومصاريف الدراسة وملابس الأطفال ومستلزمات شهر رمضان".
وقال محمود علي، سائق تاكسي: "المشكلة مش في الكارت الذكي.. المشكلة ازاي نستخدمه عشان ميبقاش في تكدس على المحطات أو أزمة".
اقرأ أيضاً:
تصاعد أزمة الوقود المصري: شارع ثائر وحكومة تبرر
مصر ترفع أسعار المشتقات النفطية 25% في يوليو