"القصائد الهندية الممنوعة": الثورة والإمبراطورية الطائشة

21 ابريل 2019
تمثال لراني لاكشيميباي
+ الخط -

كانت الثورة الهندية التي اشتعلت عام 1857 ثورة كبرى، رغم أنها لم تنجح في النهاية، وقد قامت ضد حكم شركة الهند الشرقية البريطانية "راج"، التي كانت بمثابة سلطة ذات سيادة بالنيابة عن التاج البريطاني.

بدأت الاحتجاجات صغيرة وفي منطقة محددة ثم سرعان ما تحولت إلى ثورات صغيرة في عدة مناطق من الهند شكلت تهديداً كبيراً للقوة البريطانية في تلك المنطقة، ولم يتم احتواؤها إلا مع هزيمة الثوار في منطقة جواليور عام 1858.

في تلك السنة الثورية، انهمك الشعراء والكتاب والفنانون الهنود في تمجيد المقاومة، وفي الكتابة عنها ولها، وفي التشجيع على استمرارها والوقوف ضد الكولونيالية، ليشكل عام 1857 نقطة تحوّل في المجتمع الهندي والثقافة الأدبية وخاصة الأدب الهندي.

ألقت كتابات الشعر الهندية في تلك الفترة الضوء على قصص لا حصر لها من كفاح أبناء وبنات الهند الذين شاركوا في الثورة، وصوّرت القمع الوحشي للثورة والقتل بلا رحمة.

لعب التنفيذ اللاحق لقانون الصحافة البريطاني دوراً سيئاً في حظر العديد من الشعر الهندي المعاصر الذي كان يعبّر عن حتمية مناهضة الاستعمار، ومثلما حاربت "راج" الثوار، قمعت الكتّاب والفنانين وحظرت القصائد والأغاني التي تدعو إلى حرية الهند واستقلالها، وعن هذه الكتابات الممنوعة تقيم "جامعة سواس" في لندن محاضرة بعنوان "الشعر والفلكور الهندي المحظور" عند الخامسة من مساء الأربعاء، 24 من الشهر الجاري.

كان بهارتندو هاريشاندرا، الشاعر والمسرحي والصحافي، واحداً من أهم الكتاب في تلك الفترة، والذي يعد اليوم أب الأدب الهندي الحديث، وقد حظرت "راج" كتاباته الصحافية التي كانت تحمل اسم "بهارات دورداشا"، والتي يمكن تلخيصها بعبارته الشهيرة: "البلاد تترنح تحت أفعال الإمبراطورية الطائشة".

كانت شجاعة الثورة والحداد على الضحايا قد تسرّبت أيضاً إلى الفولكلور الهندي أيضاً. وبدأت الأغاني تؤلف على الثوار الذين اشهروا في ذلك الوقت، ومنهم الشخصية القيادية في الثورة الملقب بـ"المحارب الكبير" فير كونوار سينغ.

كذلك هو الحال بالنسبة إلى راني لاكشميباي، التي تحوّلت إلى شبه أسطورة في ذلك العام (1857) بقتالها ضد "راج". وقد حظرت الأغاني والقصائد والمسرحيات والكتابات التي تناولت هذه السنة لفترة طويلة بعد نهاية الثورة.

المساهمون