"الفن في عصر الحبس الجماعي".. المقاومة بالخيال

25 ابريل 2020
من الأعمال المرفقة في الكتاب
+ الخط -

يعد كتاب "بمناسبة الزمان: الفن في عصر الحبس الجماعي" لمؤلفته نيكوا آر. فليتوود، وثيقة حول الحياة الداخلية والرؤى الإبداعية للرجال والنساء، تلك التي ترى الكاتبة أن النظام الأميركي لا يتيح لها الظهور لأن من يمارس هذه الفنون وينتجها سجناء في أميركا، وإلى جانب أن الدراسات عادة ما تركز على "أدب السجون"، تذهب الكاتبة إلى البحث في الفنون البصرية المختلفة في السجن من الرسم إلى الفوتوغرافيا والغرافيتي وغيرها، لتبني تصوراً عن العنصرية والعنف الذي تمارسه الدولة ضد السجناء.

تقول الباحثة في عملها الصادر مؤخراً عن منشورات جامعة هارفارد، إن أكثر من مليوني شخص خلف القضبان في الولايات المتحدة، وإن الحبس لا يفصل السجناء عن عائلاتهم ومجتمعاتهم فحسب، بل يعرضهم إلى مستويات مروعة من الحرمان وإساءة المعاملة ويخضعهم للقسوة التعسفية لنظام العدالة الجنائية.

ومع ذلك، كما تكشف فليتوود، فإن السجون مليئة بالفن، وعلى الرغم من العزلة والتدهور الذي يعانيه السجناء، فإن المعتقلين مدفوعون لتأكيد إنسانيتهم ​​في مواجهة نظام يحرمهم من الإنسانية.

استنادًا إلى المقابلات التي أجريت مع الفنانين المسجونين حاليًا والسابقين، وزيارات إلى السجن، والتجارب الأسرية للمؤلفة مع نظام العقوبات، يكشف الكتاب كيف يحول السجناء الأشياء العادية إلى أعمال فنية معقدة. من خلال العمل بإمدادات ضئيلة وفي أقسى الظروف - بما في ذلك الحبس الانفرادي - يجد هؤلاء الفنانون طرقًا لمقاومة الوحشية والفساد اللذين تسببهما السجون.

تلاحظ فليتوود أن تأثير فنهم يمكن الشعور به بعيدًا عن جدران السجن، حيث فتحت أعمالهم الجريئة التي يتم نشر العديد منها لأول مرة في هذا المجلد إمكانيات جديدة في الفن الأميركي، بحسب الكاتبة.

مع نمو حركة تغيير نظام العدالة الجنائية في البلاد، يمنح الفن السجناء السياسيين صوتًا سياسيًا. وتشهد أعمالهم على الظلم الاقتصادي والعرقي الذي يقوم عليه العقاب الأميركي وتقدم رؤية جديدة للحرية في القرن الحادي والعشرين.

يأتي الكتاب في سبعة فصول إضافة إلى محلق كبير من الرسومات لسجناء وسجينات من معتقلات أميركية مختلفة، إضافة إلى الصور الفوتوغرافية الملتقطة داخل السجون، وتعالج الفصول المكتوبة مواضيع مقاومة العزلة، والتصوير داخل السجن، والمجموعات الفنية للسجناء، والخيال في السجن.

المفارقة، أننا حين نقرأ عنوان الكتاب في هذه الأيام العصيبة سنعتقد للوهلة الأولى وقبل تصفحه أنه عمل يتحدث عن فترة الحبس الجماعي العالمية التي أدخلنا فيها كوفيد 19، فهل نخرج من هذه الفترة بأعمال فنية ستغير وجه الفن في المستقبل؟

دلالات
المساهمون