"الفن حلال" حملة سعودية لتغيير مفاهيم المجتمع

8F6CB21E-4688-47B2-8AC3-A7685713ABC4
سلامة عبد الحميد
صحافي مصري، من أسرة "العربي الجديد". يقول عن نفسه: أكره السياسة والمنافقين، وضدّ كل المستبدين. أحب السينما والموسيقى والسفر..
14 مارس 2015
+ الخط -
ثلاث طالبات سعوديات يملكن من الشجاعة ما يجعلهن يخضن تجربة تحدي شريحة من المتشددين يتعاملون مع الفن باعتباره من الكماليات في العلن، بينما تقبل كثير من شرائح المجتمع على مشاهدة الأفلام والمسلسلات والأغنيات المصورة، ويتسابق أثرياؤه لحضور الحفلات الغنائية حول العالم، بينما ما زالت شرطته الدينية (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) تحاول مطاردة الفنون داخل البلاد.


#الفن_حلال حملة شبابية جديدة استيقظ سكان العاصمة السعودية الرياض على ملصقات بالجملة لها على الحوائط وسيارات الخدمة العامة وجسور العاصمة، والحملة جزء من مشروع لطالبات قسم التصوير التشكيلي والطباعة في "جامعة الأميرة نورة"، يهدف بحسب القائمين على المشروع إلى "توعية المجتمع وتغيير مفهومه للفن".

وتولت ثلاث طالبات سعوديات نشر ولصق شعار الحملة في أنحاء متفرقة من العاصمة السعودية، قبل أن يقمن وغيرهن بنشر عشرات الصور التي ظهر فيها الملصق على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تباين حاد في الآراء حول الحملة ومردودها.

ولا تعرف السعودية على الإطلاق أي وجود لدور العرض السينمائي، لكنها مؤخرا بدأت السماح بتصوير الأفلام السينمائية، وكان في مدينة جدة، ثاني أكبر مدن البلاد، مهرجانٌ سينمائيٌ انعقد لأربع دورات سنوية متتالية، لكنه تقرر إيقافه فجأة ليلة افتتاحه منتصف عام 2007، لكنّ مهرجانا محليا للأفلام القصيرة والوثائقية عقد مؤخرا للعام الثاني على التوالي في مدينة الدمام، غربا، تنظمه هيئة رسمية هي جمعية الثقافة والفنون في الدمام.


ورغم منع وجود دور عرض سينمائي في البلاد منذ مطلع الثمانينيات، إلا أن بيع الأفلام على أقراص مدمجة مسموح به في البلاد، وتلقى رواجا واسعا، كما أن خدمات الإنترنت المتطورة في السعودية تتيح للسعوديين مشاهدة الأفلام عبر شبكة الإنترنت.

ودشنت قبل سنوات مؤسسة شبه رسمية سعودية معنية بالسينما، تابعة لوزارة الثقافة والإعلام، يرأسها الإعلامي والمنتج سلطان البازعي، وتتولى اختيار الأفلام للمشاركة في المهرجانات الدولية ومنها الأوسكار، كما تشارك في منح تراخيص العمل للفنانين وتصاريح التصوير للأعمال.

اقرأ أيضاً: مهرجان أفلام السعودية ينجح باختتام عروضه رغم الصعوبات

وبينما تعامل السينما بنوع من المنع، إلا أن المسرح السعودي مزدهر، والمسارح منتشرة في عدد من المدن، والأمر نفسه في ما يخص الغناء، حيث تعرف المملكة عددا كبيرا من المطربين المشاهير، كما تعرض القنوات السعودية الأغنيات بشكل معتاد، ولدى شبكات فضائية سعودية قنوات عدة متخصصة للأغنيات، إضافة إلى أذرع إنتاجية موسيقية كبيرة تحتكر أغلب الإنتاج الغنائي العربي.

ومثلما يسمح بالمسرح والغناء، فإن الإنتاج التليفزيوني السعودي شهد طفرات عدة في السنوات الأخيرة، وبات التليفزيون السعودي الرسمي ينتج أعمالا سنوية، وينافس القنوات الفضائية على النجوم ومواعيد العرض، خاصة في شهر رمضان.

وقامت في السعودية في الأعوام الأخيرة مؤسسة أهلية بترخيص رسمي، معنية بالتنسيق بين منتجي وموزعي التليفزيون، هي جمعية المنتجين السعوديين، والتي تعمل مع وزارة الثقافة والإعلام على الحصول على مناخ مناسب لزيادة حجم الإنتاج وجودته.

وتعرف السعودية نشاطا تشكيليا واضحا في العقدين الأخيرين، خاصة من جانب النساء، اللاتي يقبلن على الفن التشكيلي كمتنفس آمن، لا يعرضهن لغضب المجتمع.

المساهمون