بينما تبدو الفنون الشعبية في أطرها الطبيعية مرحة ومندمجة في محيطها، نجدها غالباً في المهرجانات المخصّصة لها من قبل الدولة، قد هيمنت عليها البروتوكولات والروح الاستعراضية؛ لذلك يجد المتابع لها فارقاً في الأداء بين هذه الإطار وذاك.
بداية من الغد، ينطلق "مهرجان الفنون والآلات الشعبية" في مدينة بورسعيد، ويستمر حتى 29 من الشهر الجاري. مهرجان سيكون فضاء للعروض الشعبية لعدد من الفرق المختصة في مصر.
في قصر الثقافة في مدينة بورسعيد، ينظم حفل الافتتاح، بحضور شخصيات رسمية، بعرض لـ "فرقة بورسعيد للفنون والآلات الشعبية"، أما في اليوم الثاني فتقدم "فرقة الطور للآلات الشعبية" من الإسماعيلية مجموعة عروض.
يوم السبت، تقدّم "فرقة السويس للآلات الشعبية" عرضها، علماً أن حفل الاختتام الذي تمنح فيه الجوائز يقام يوم الإثنين 28 كانون الأول/ ديسمبر، فيما أن اليوم الأخير سيكون موعداً للعروض أيضاً، ويعود سبب هذا التحوير لمشاركة فرق مصرية في مهرجانات دولية مثل "فرقة العريش" التي تشارك في مهرجان الصحراء في مدينة توزر التونسية.
هل ننتظر خلال هذا المهرجان تغيّراً في طريقة التعامل مع الفولكلور المصري، أم ستظل الفنون الشعبية على حالها مجرد مادة للمهرجانات. لعل المهتمين بهذه الفنون ينبغي أن يبدؤوا في تجاوز الأطر الرسمية وتخطي دائرة المهرجانات التي تنظمها الدولة وتوزّع فيها الجوائز والشهادات، كمنن على الفرق الشعبية التي قلما حاولت، من جهتها، غرس الفولكلور في مناخات تجديدية مبقية ما تقدّمه أقرب إلى بضائع سياحية.
اقرأ أيضاً: عبد القادر بن دعماش: أصوات من الذاكرة الشعبية