"العمل" الإسرائيلي ينتخب قائمة "إشكنازية" خالية من الشرقيين

14 يناير 2015
تتناقض نتائج التصويت مع الدعاية الانتخابية للعمل (فرانس برس)
+ الخط -

أسفرت نتائج الانتخابات التمهيدية لحزب "العمل" الإسرائيلي عن انتخاب قائمة غالبيتها من اليهود الإشكناز، مع تراجع مواقع المرشحين الشرقيين.

وسجلت النتائج انتصاراً ساحقاً للنخب الاشكنازية التي احتلت تسعة مقاعد من أول عشرة مرشحين للحزب، حيث تراجع إيان كابل (يمني الأصل) إلى الموقع العاشر. وانتخب داني عطار في الموقع الخامس عشر والبروفيسور يوسي يونا في الموقع 23.

ويشكل هذا ارتداداً وتراجعاً في حجم ونسبة دمج الشرقيين في حزب "العمل"، ما سيؤثر بطبيعة الحال على نسبة تصويت الشرقيين للحزب، مقابل وجود عدد كبير من الشرقيين في مواقع متقدمة في الليكود، مثل ميريت ريجيف وسيلفان شالوم.

وتشكل القائمة المنتخبة عودة إلى ما قبل الاعتذار الذي قدمه إيهود باراك في انتخابات العام 1998 للطوائف الشرقية على "الغبن" الذي ألحقته بهم حكومات "العمل" تاريخياً.

وتعد هذه المرة الأولى التي لا يحضر أعضاء من أصول شرقية في مواقع قيادية للحزب. وكان العمل منذ الانقلاب التاريخي عام 77 وانتصار بيغن لأول مرة، دأب على زرع نجوم من أصول شرقية في صفوفه ، بدءاً من رافي إدري الذي كان من المقربين للملك المغربي الحسن الثالث، ومروراً ببنيامين فؤاد بن اليعزر، وشوشانا أربيلي الموزلينو، وطبعاً عمير بيرتس ويسرائيل كيسار.

ولم يكتف الحزب باستبعاد المرشحين من أصول شرقية وإعادتهم إلى مواقع خلفية، وهو ما ينطبق بشكل خاص على إيتان كابل، بل انتخاب أربعة نساء في أول عشرة مواقع، جميعهن من أصول إشكنازية، وهو ما يزيد من صعوبة احتمالات حصوله على أصوات الشرقيين.

وتتناقض نتائج التصويت أيضاً مع الدعاية الانتخابية التي يعتزم "العمل" اعتمادها، والتي تقوم على طرح القضايا الاجتماعية والاقتصادية ومواصلة الهروب من قضايا الأمن والسياسة، فيما يحاول الليكود جرّ العمل إلى الموضوع الأمني - السياسي.

ويكمن التناقض في أن غالبية الشرائح الفقيرة في إسرائيل تتحدر من أصول شرقية أو من العرب، وفي كلتا الحالتين فإن مواقع هؤلاء على لائحة الحزب تبقيهم بعيداً عن مراكز القرار والوزارات الحكومية، في حال شكل العمل الحكومة أو كان شريكاً فيها.

المساهمون