للعام الثاني على التوالي، يستمر حزب العمال الكردستاني في مد أذرعه المسلحة داخل أراضٍ عراقية، بعضها لا يبعد عن العاصمة بغداد أكثر من 100 كيلومتر، وسط تغاضٍ حكومي واضح عن تواجده في البلاد وسيطرته على بلدات عدة، وحصوله على دعم كبير من قبل مليشيات "الحشد الشعبي". ويصاحب نفوذ الحزب المتصاعد داخل العراق عمليات تجنيد من قِبله للشباب العراقيين من القومية الكردية، إضافة إلى أنشطة عسكرية مختلفة. وأكدت تقارير أخيراً وجود معامل لتصنيع السلاح داخل العراق يديرها الحزب، وتُستخدم الأسلحة المصنّعة فيها لضرب أهداف داخل تركيا، بحسب إفادات وشهادات لسكان محليين ومصادر أمن عراقية تحدثت لـ"العربي الجديد". أفراد وقادة حزب "العمال" المسلح والمصنف على لائحة المنظمات الإرهابية في كل من أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، فضلاً عن تركيا ودول عربية وآسيوية مختلفة، يحظون بعلاقة وطيدة مع قيادات سياسية وأحزاب دينية عراقية، فضلاً عن مسؤولين حكوميين وزعماء الحرب في مليشيات "الحشد"، في ما يبدو امتداداً لسياسة مناكفة تركيا انطلاقاً من الملف الكردي الأكثر حساسية بالنسبة إلى أنقرة.
وبحسب مسؤولين في الأمن العراقي، فإن الحزب يعزز تواجده منذ مطلع يونيو/حزيران الماضي، في مناطق سنجار وربيعة في محافظة نينوى، ومناطق شمال غربي كركوك، إضافة إلى قضاء طوزخورماتو في محافظة صلاح الدين، على بُعد نحو 100 كيلومتر شمالي بغداد. وداخل المدن المذكورة أعلاه، بحسب المصادر نفسها، فإن الحزب يمتلك 38 مقراً عسكرياً ومكتباً للتجنيد وعقد المؤتمرات، إضافة إلى عشرات المنازل التي تعود لعائلات عراقية هربت منذ منتصف العام 2014 بسبب اجتياح تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) مناطقها، وتتخذ منها عناصر حزب "العمال" حالياً مقرات للنوم والاستراحة.
وكشف عميد في الجيش العراقي لـ"العربي الجديد" عن أن "المناطق التي تتواجد فيها عناصر الحزب لا يدخلها الجيش، إنما المليشيات فقط، كما أن البشمركة تتجنّبها لمنع حدوث أي احتكاك يفضي لاندلاع اشتباكات مسلحة على غرار ما حصل في سبتمبر/أيلول من العام 2015 في منطقة جبال قنديل". ولفت العميد، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إلى أن "أفراد الحزب يستبيحون تلك المدن كما لو كانت غير عراقية، وكأنها تابعة لهم، وقاموا أخيراً بتحويل خط نقل كهرباء إلى مدينة سنجار غرب نينوى لاستخدام الشبكة الوطنية للكهرباء، ولم تحرك الحكومة ساكناً ولم تمنعهم من ذلك"، فيما أكد مواطنون محليون في نينوى وصلاح الدين وكركوك أن عناصر الحزب بدأوا بطباعة منشورات وكتيبات لأهدافهم تعادي تركيا، وتدعو علناً إلى تنفيذ عمليات إرهابية داخلها. وقال أحد وجهاء مدينة طوزخورماتو شمالي بغداد، ويدعى كامران حسن كردي، لـ"العربي الجديد"، إن أفراد الحزب وزعوا أخيراً منشورات تدعو إلى ضرب أهداف في تركيا، كما تدعو الأكراد إلى مساعدته في إقامة الدولة الكردية، وتهاجم رئيس إقليم كردستان، مسعود البرزاني، لقبوله "بفتات الإقليم وترك أبناء جلدته من أكراد تركيا يواجهون مصيرهم"، مشيراً إلى أنه "من غير المعروف أين تُطبع تلك المنشورات والكتيبات لكن لا توجد سوى بغداد أو طهران يطبعونها هناك". وأضاف: "هم يستهدفون الأكراد العراقيين المراهقين والشبان خصوصاً، الذين يتحدثون اللهجة الكرمانجية وليست السورانية (السورانية لهجة أكراد العراق والكرمانجية لهجة أكراد تركيا) فضلاً عن أبناء الأقلية الأيزيدية".
وتُعتبر معاقل حزب العمال الكردستاني الرئيسية في جبال قنديل في محافظتي السليمانية وأربيل وعلى الحدود العراقية الإيرانية. ولم يكن مألوفاً حضور الحزب في المشهد العراقي ولكن أحداث العاشر من يونيو/حزيران 2014 أظهرت الحزب كجزء من الصراع الحاصل في المنطقة، خصوصاً في نينوى، إذ بات يؤثر على الملف الأمني في مناطق سنجار وأطراف قرى في ربيعة الحدودية مع سورية، وقام الحزب بفتح قنوات اتصال مع الحكومة العراقية ومع مليشيات "الحشد"، وبات يشكّل طرفاً في الصراع بين بغداد وإقليم كردستان العراق. واتهم القائد الميداني في قوات البشمركة، العميد سامي بوصلي، في تصريح صحافي أخيراً، الحكومة العراقية بضم ألف عنصر من مسلحي حزب العمال الكردستاني التركي المناهض لأنقرة إلى صفوف "الحشد الشعبي" لجهة منحهم رواتب شهرية وتقديم السلاح لهم.
اقــرأ أيضاً
من جهته، قال عضو مجلس محافظة نينوى، محمد إبراهيم، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "مجلس محافظة نينوى رفض بشكل رسمي تواجد عناصر الحزب ضمن محافظة نينوى، في قضاء سنجار، الذي يتواجد فيه وطلب مغادرتهم القضاء بشكل رسمي لكنهم رفضوا". وأضاف أن "نينوى فيها حزب العمال الكردستاني وقوات تركية تتمركز في معسكر زيلكان قرب بعشيقة، وكذلك قوات البشمركة والحشد الوطني والعشائري، يضاف لها قوات الجيش وعمليات نينوى، وجميع هذه القوى تسعى إلى إنهاء تواجد تنظيم داعش". وأشار إبراهيم إلى أن "معالجة ملف حزب العمال الكردستاني وإنهاء تواجده يحتاج إلى تدخّل بغداد والتنسيق مع أربيل لفرض خروجه من هذه المواقع التي يرفض إخلاءها". وأضاف أن "حزب العمال بدأ ينشط بشكل كبير، وقام بتشكيل قوات محلية من الأيزيدين ويقوم بتجنيد السكان المحليين للعمل معه". وعن أعداد مسلحي "العمال الكردستاني" المتواجدين في قضاء سنجار وربيعة، أشار عضو مجلس محافظة نينوى، محمد محمود، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أن "أعدادهم تتراوح بين ثلاثة آلاف إلى خمسة آلاف مقاتل في سنجار ومحيط ربيعة، ويمتلكون أسلحة خفيفة ومتوسطة".
وعقدت مليشيات "الحشد" وزعامات وممثلين عن حزب العمال الكردستاني عدة لقاءات سابقة في بغداد وسنجار وطوزخورماتو منتصف شهر مارس/آذار الماضي، وفقاً لبيانات وتقارير محلية عراقية سابقة، فيما أكدت مصادر مقربة من "الحشد" أن هناك تنسيقاً وتوافقاً مستمراً بين الطرفين. وتُطالب حكومة أربيل باستمرار أفراد الحزب بمغادرة أراضي الإقليم، وتتّهمه بالتسبب في مشاكل أمنية كبيرة أبرزها دخوله في حرب مع الجيش التركي، واضطرار الأتراك إلى قصف مواقع داخل كردستان، يتحصّن فيها مقاتلو الحزب. إلا أن تواجد حزب "العمال" في السليمانية التي يسيطر عليها حزب "الاتحاد" يبدو مريحاً، إذ يتخذ من المحافظة مقراً له ويحظى بعلاقات مع مسؤولي المحافظة، فضلاً عن علاقة وثيقة بالقنصل الإيراني في السليمانية، أغا مسعوديان، بحسب معلومات لـ"العربي الجديد" من مصادر متعددة.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال المختص في شؤون الجماعات المسلحة، محمود الخالدي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "حزب العمال الكردستاني يعمل بعلم ودراية من بغداد، وهو مخالف لفقرات الدستور العراقي، التي تحرّم احتضان الجماعات المسلحة التي تهدد أمن دول جوار"، معتبراً أن "العراق تحوّل إلى حاضنة تنطلق منها عناصر الحزب في هجمات دموية إرهابية داخل تركيا". ورجّح أن تلتفت أنقرة إلى هذا التهديد ويكون لها خيارات عدة أولها مجلس الأمن وآخرها ضرب مواقع الحزب في العمق العراقي، مشيراً إلى أن "حزب العمال الكردستاني أخذ يشكل أجنحة عسكرية محلية له في سنجار وكركوك وقضاء طوزخورماتو وفتح مقرات له ينشر عبرها أفكاره، ويكسب مؤيدين له، وحتى بدأ بتجنيد الأطفال والصبيان ومن كلا الجنسين".
من جهته، قال ضابط في الجيش العراقي في الفرقة 15 المتواجدة حالياً في نينوى، لـ"العربي الجديد"، إن "العمال الكردستاني عقد عدة اجتماعات مع قادة بارزين في مليشيات الحشد للمشاركة في معارك نينوى وتوثيق العلاقات بين الطرفين"، مشيراً إلى "وجود علاقة من نوع ما بين الحكومة العراقية وحزب العمال، إذ ضُبطت في يناير/كانون الثاني الماضي شحنة أسلحة قادمة من بغداد ومتجهة إلى جبال قنديل شمالي العراق".
وكشف عميد في الجيش العراقي لـ"العربي الجديد" عن أن "المناطق التي تتواجد فيها عناصر الحزب لا يدخلها الجيش، إنما المليشيات فقط، كما أن البشمركة تتجنّبها لمنع حدوث أي احتكاك يفضي لاندلاع اشتباكات مسلحة على غرار ما حصل في سبتمبر/أيلول من العام 2015 في منطقة جبال قنديل". ولفت العميد، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إلى أن "أفراد الحزب يستبيحون تلك المدن كما لو كانت غير عراقية، وكأنها تابعة لهم، وقاموا أخيراً بتحويل خط نقل كهرباء إلى مدينة سنجار غرب نينوى لاستخدام الشبكة الوطنية للكهرباء، ولم تحرك الحكومة ساكناً ولم تمنعهم من ذلك"، فيما أكد مواطنون محليون في نينوى وصلاح الدين وكركوك أن عناصر الحزب بدأوا بطباعة منشورات وكتيبات لأهدافهم تعادي تركيا، وتدعو علناً إلى تنفيذ عمليات إرهابية داخلها. وقال أحد وجهاء مدينة طوزخورماتو شمالي بغداد، ويدعى كامران حسن كردي، لـ"العربي الجديد"، إن أفراد الحزب وزعوا أخيراً منشورات تدعو إلى ضرب أهداف في تركيا، كما تدعو الأكراد إلى مساعدته في إقامة الدولة الكردية، وتهاجم رئيس إقليم كردستان، مسعود البرزاني، لقبوله "بفتات الإقليم وترك أبناء جلدته من أكراد تركيا يواجهون مصيرهم"، مشيراً إلى أنه "من غير المعروف أين تُطبع تلك المنشورات والكتيبات لكن لا توجد سوى بغداد أو طهران يطبعونها هناك". وأضاف: "هم يستهدفون الأكراد العراقيين المراهقين والشبان خصوصاً، الذين يتحدثون اللهجة الكرمانجية وليست السورانية (السورانية لهجة أكراد العراق والكرمانجية لهجة أكراد تركيا) فضلاً عن أبناء الأقلية الأيزيدية".
وتُعتبر معاقل حزب العمال الكردستاني الرئيسية في جبال قنديل في محافظتي السليمانية وأربيل وعلى الحدود العراقية الإيرانية. ولم يكن مألوفاً حضور الحزب في المشهد العراقي ولكن أحداث العاشر من يونيو/حزيران 2014 أظهرت الحزب كجزء من الصراع الحاصل في المنطقة، خصوصاً في نينوى، إذ بات يؤثر على الملف الأمني في مناطق سنجار وأطراف قرى في ربيعة الحدودية مع سورية، وقام الحزب بفتح قنوات اتصال مع الحكومة العراقية ومع مليشيات "الحشد"، وبات يشكّل طرفاً في الصراع بين بغداد وإقليم كردستان العراق. واتهم القائد الميداني في قوات البشمركة، العميد سامي بوصلي، في تصريح صحافي أخيراً، الحكومة العراقية بضم ألف عنصر من مسلحي حزب العمال الكردستاني التركي المناهض لأنقرة إلى صفوف "الحشد الشعبي" لجهة منحهم رواتب شهرية وتقديم السلاح لهم.
من جهته، قال عضو مجلس محافظة نينوى، محمد إبراهيم، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "مجلس محافظة نينوى رفض بشكل رسمي تواجد عناصر الحزب ضمن محافظة نينوى، في قضاء سنجار، الذي يتواجد فيه وطلب مغادرتهم القضاء بشكل رسمي لكنهم رفضوا". وأضاف أن "نينوى فيها حزب العمال الكردستاني وقوات تركية تتمركز في معسكر زيلكان قرب بعشيقة، وكذلك قوات البشمركة والحشد الوطني والعشائري، يضاف لها قوات الجيش وعمليات نينوى، وجميع هذه القوى تسعى إلى إنهاء تواجد تنظيم داعش". وأشار إبراهيم إلى أن "معالجة ملف حزب العمال الكردستاني وإنهاء تواجده يحتاج إلى تدخّل بغداد والتنسيق مع أربيل لفرض خروجه من هذه المواقع التي يرفض إخلاءها". وأضاف أن "حزب العمال بدأ ينشط بشكل كبير، وقام بتشكيل قوات محلية من الأيزيدين ويقوم بتجنيد السكان المحليين للعمل معه". وعن أعداد مسلحي "العمال الكردستاني" المتواجدين في قضاء سنجار وربيعة، أشار عضو مجلس محافظة نينوى، محمد محمود، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أن "أعدادهم تتراوح بين ثلاثة آلاف إلى خمسة آلاف مقاتل في سنجار ومحيط ربيعة، ويمتلكون أسلحة خفيفة ومتوسطة".
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال المختص في شؤون الجماعات المسلحة، محمود الخالدي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "حزب العمال الكردستاني يعمل بعلم ودراية من بغداد، وهو مخالف لفقرات الدستور العراقي، التي تحرّم احتضان الجماعات المسلحة التي تهدد أمن دول جوار"، معتبراً أن "العراق تحوّل إلى حاضنة تنطلق منها عناصر الحزب في هجمات دموية إرهابية داخل تركيا". ورجّح أن تلتفت أنقرة إلى هذا التهديد ويكون لها خيارات عدة أولها مجلس الأمن وآخرها ضرب مواقع الحزب في العمق العراقي، مشيراً إلى أن "حزب العمال الكردستاني أخذ يشكل أجنحة عسكرية محلية له في سنجار وكركوك وقضاء طوزخورماتو وفتح مقرات له ينشر عبرها أفكاره، ويكسب مؤيدين له، وحتى بدأ بتجنيد الأطفال والصبيان ومن كلا الجنسين".
من جهته، قال ضابط في الجيش العراقي في الفرقة 15 المتواجدة حالياً في نينوى، لـ"العربي الجديد"، إن "العمال الكردستاني عقد عدة اجتماعات مع قادة بارزين في مليشيات الحشد للمشاركة في معارك نينوى وتوثيق العلاقات بين الطرفين"، مشيراً إلى "وجود علاقة من نوع ما بين الحكومة العراقية وحزب العمال، إذ ضُبطت في يناير/كانون الثاني الماضي شحنة أسلحة قادمة من بغداد ومتجهة إلى جبال قنديل شمالي العراق".