وبدلاً من أن يستجمع الحزب قواه ويخوض الانتخابات بقوة، يبدو أن القرار يتجه نحو المسار المعاكس. فقيادة الحزب لم تحدد برنامجاً انتخابياً، أو تخصيص ميزانية لخوض الانتخابات الأوروبية، وسط تصريحات من عدد من مرشحيه بأن الحزب لا يزال في "حالة نكران" حول الانتخابات الأوروبية.
وفي ظل عدم وجود جهود مركزية لحزب المحافظين لتنظيم حملة انتخابية، يقع عبء هذه المبادرة على المرشحين أنفسهم، إذ نقلت صحيفة "الغارديان" أن الحزب منح مرشحيه حرية تحديد برامج انتخابية مناطقية مستقلة، وأن العديد منهم يتحملون نفقات حملاتهم الانتخابية.
ونقلت الصحيفة عن أحد مرشحي حزب المحافظين قوله: "يسود الاعتقاد بأننا إن لم نبذل الجهد المطلوب، فسيكون لدينا عذر لنتائجنا السيئة. ولكنه أمر مخجل حقاً".
وتنقل الصحيفة عن مصدر آخر في حزب المحافظين، قوله إن البيانات الداخلية في الحزب تشير إلى أنه سيحقق نتائج دون حزب بريكست، والعمال، والديمقراطيين الأحرار، وحزب التغيير، وربما الخضر أيضاً. وتشير توقعات الحزب الداخلية إلى أنه سيحقق دون 10 في المائة من الأصوات، وهو ما يعني خسارة معظم مقاعده الـ22 في البرلمان الأوروبي.
ومما يزيد من تعقيد ظروف المحافظين، رفض قواعده خوض الحملة الانتخابية والدعاية له، بعد الفشل في تحقيق الوعود السابقة في الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن ستين في المائة من المنتسبين لحزب المحافظين سيصوتون لصالح حزب بريكست.
ولا يزال موقف رئيسة الوزراء تيريزا ماي متصلباً عند أملها في إمكانية إقرار صفقة بريكست في البرلمان، من خلال طرحها على التصويت البرلماني خلال الأسبوعين المقبلين، إلا أن متحدثاً باسمها أكد أن التصويت لن يتم حتى تتأكد ماي من وجود الدعم الكافي لها في البرلمان.
كما أشارت صحيفة "التايمز"، إلى أن رئيسة الوزراء تواجه اتهامات بالوقوف وراء منشور انتخابي، يشير إلى أسماء النواب الذين صوتوا ضد صفقتها في البرلمان، وتحمّلهم فيه مسؤولية عدم تطبيق بريكست.
وتعتقد الصحيفة أن المنشور يستهدف بشكل رئيس المتمردين من نواب الحزب على خط قيادته، على جانبي الطيف الأوروبي من مؤيدي الاتحاد ومتشددي بريكست.
أما حزب العمال، فقد أطلق زعيمه جيريمي كوربن، أمس الخميس، حملة الانتخابات الأوروبية رسمياً، رافضاً أن يتم وصف الحزب بدعم بريكست من عدمه، ومشيراً إلى أنه سيقف على "الأرضية المشتركة" بين البريطانيين.
وقال كوربن: "من الممكن أن نعرف عن أنفسنا بأننا مؤيدون للاتحاد الأوروبي أو معارضوه، وهي فئات لم تكن موجودة عدة سنوات مضت. ولكن أين سيقودنا ذلك؟ من يريد العيش في بلد عالق في حلقة مفرغة؟".
وأضاف: "بعض الأفراد يرون القضية بطريقة معكوسة - يعتقدون أن السؤال الأهم هو البقاء أو مغادرة الاتحاد، كأنها غايتنا بحد ذاتها. أعتقد أنهم مخطئون. السؤال الأهم هو ما شكل المجتمع الذي نريد؟ إن الانقسام الحقيقي في بلدنا لا يتعلق بكيفية تصويت الشعب في الاستفتاء. إن الانقسام الحقيقي هو بين الأغلبية والأقلية".
وتابع بالقول: "لا نحاول الفوز بأصوات معارضي الاتحاد فقط أو مؤيديه. بل إننا نسعى للتواصل مع الجميع". كما أشار في كلمته إلى أن الاستفتاء الثاني قد يكون "مرحلة تعاف"، إلا أنه يرى الأولوية في تطبيق بريكست على تنظيمه.
ومن جانبه، حذّر زعيم المحافظين الأحرار فنس كابل، في كلمة خلال إطلاق حملة حزبه الانتخابية أمس، من التقليل من أهمية الديمقراطيين الأحرار في الانتخابات الأوروبية.
وأكد فنس كابل، الذي سيستقيل من زعامة الحزب بعد الانتخابات الأوروبية، أن حزبه "أكبر الأحزاب الداعمة للبقاء في الاتحاد الأوروبي وأكثرها تنظيماً".
وبينما كانت قضايا أخرى، مثل التغيير المناخي، على قائمة أولويات الحزب، إلا أنه أكد أن هدفه الرئيسي هو "إيقاف بريكست" وتنظيم الاستفتاء الثاني.
وكان حزب الديمقراطيين الأحرار قد حقق نتائج كبيرة في الانتخابات المحلية، مستفيداً من سخط الناخبين على حزبي العمال والمحافظين، وليحصد نحو 700 مقعد في المجالس البلدية ويحصل على الأغلبية في 18 مجلساً.