يعود استخدام مصطلح العمارة البارامترية إلى ستينيات القرن الماضي، كنزعة تشير إلى استعارة تفاصيل الطبيعة وقياساتها وإعادة تمثيلها، لكن بعد ظهور علم المورفولوجيا الذي اهتم بدراسة هيئات الأشكال ووظائفها في الكائنات الحية والموجودات غير الحيّة المتمثلة بالصخور، بدأ التعامل مع هذا المصطلح وفق نظريات علمية معتمدة.
برزت عدّة تعريفات للتصميم البارامتري تتمحور حول مساحات برمجية تحتوي على خوارزميات وعمليات رياضية وأنه يقوم على أسس هندسية ومفاهيم ذات منطق رياضي مستوحاة من الطبيعة، ويقدّم أداة حديثة طيّعة ومرنة مكنت المصمم من التعامل مع المجسّمات وخاصة ذات البنية المعقدة التي كان من المستحيل إدراك بنيتها سابقاً وتتبع نظامها البنائي.
يقيم "ملتقى معماريي المتوسط" في عمّان عند السادسة من مساء غدٍ الإثنين محاضرة تعريفية عن العمارة البارامترية يلقيها الباحث والأكاديمي اللبناني مصطفى خليفة، والذي يقدّم ورشة حول الموضوع ذاته في "الجامعة الأردنية" اليوم وغداً، تهدف إلى إعداد تصاميم بواسطة برامج Rhino وGrasshoppe على أن تناقش مشاريع الطلبة الثلاثاء.
يمكّن هذا الشكل من العمارة، بحسب تعريف المنظّمين، من محاكاة الطبيعة وفهم الأنظمة البنائية التي تقوم عليها بنى الأشكال فيها ليوظف تلك المفاهيم في تصميمات غاية في التعقيد موائمة للعصر.
يقف المحاضر عند مجموعة من الرؤى المعاصرة لمعماريين بارزين مثل الأميركي باتريك شوماخر الذي يرى أن العمارة البارامترية استطاعت دمج كل العناصر المعمارية وحولتها إلى عناصر أو محددات لوغارتيمية سهلة التحويل والتشكيل الأمر الذي يساعد على تقوية العلاقات بين مكوّنات وأشكال المشروع وعلاقة المبنى بمحيطه والتحوّل عن النماذج الهندسية الكلاسيكية (المكعب، الاسطوانة، الهرم، الكرة) التي اعتمد عليها التشكيل المعماري الكلاسيكي والحديث.
ويلفت شوماخر الذي التحق بالعمل مع المعمارية العراقية الراحلة زها حديد وقدّم معها العديد من التصاميم في هذا المجال، إلى أن هناك أشكالاً أكثر تقارباً بين بعضها تولّد تجمعات متناغمة في ما بينها تحققها العمارة البارامترية. كما أن الخطوط التي ترسم بها هي خطوط مرنة سهلة وسلسة ويمكنها أن تشكل كتلاً لينة ومختلفة ودائماً ما يوجد ترابط قوي بينها، وتشكل المسطحات فيما بينها كتلاً يمكن كذلك تجميعها فيما بينها ودمجها في كتلة واحدة من خلال خطوطها السائلة.