حثت منظمة العفو الدولية، اليوم الإثنين، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على ألا يقطع مساعدات شريان الحياة الحيوية للمدنيين شمال غربي سورية، إذ ستنتهي في الأسابيع المقبلة فترة سريان قرار يسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى إدلب عبر الحدود السورية.
وأوضحت المنظمة في تقرير لها، أن ما يقرب من مليون شخص في إدلب أجبروا قبل وقف إطلاق النار في الخامس من مارس/آذار على الفرار مرة أخرى، وعانوا من ظروف مزرية في الأشهر الأخيرة، مع الإشارة إلى أن العديد من هؤلاء سبق لهم أن نزحوا مراراً وتكراراً.
وقالت هبة مرايف، مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو، إنه حتى وفقاً لمعايير الأزمة الكارثية التي استمرت تسع سنوات في سورية، فإن حالة النزوح والطوارئ الإنسانية التي أثارها الهجوم الأخير على إدلب لم يسبق لهما مثيل، ويجب على مجلس الأمن الدولي ألا يقطع مساعدات شريان الحياة الحيوية الإنسانية عبر الحدود، بينما تقبع آلاف الأرواح عرضةً للخطر.
وفي يوليو/تموز 2014، أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع قراراً يجيز تقديم مساعدات عبر الحدود إلى شمال غربي سورية، وأجزاء أخرى من البلاد تسيطر عليها جماعات المعارضة المسلحة، من دون اشتراط موافقة النظام، وقد تم تمديد القرار مراراً وتكراراً منذ ذلك الحين - على الرغم مما واجهه التمديد من صعوباتٍ بالغةٍ في السنوات الأخيرة، وتقليص نطاقه في يناير/كانون الثاني 2020، وسوف تنتهي فترة العمل بهذا القرار في 10 يوليو/تموز.
وأضاف أن النظام وحلفاءه يسعون إلى إنهاء هذا الترتيب، وتوجيه المساعدات عبر دمشق بدلاً من ذلك، ما سيصعّب على الأمم المتحدة وشركائها في المجال الإنساني، إيصال المساعدات المستدامة وفي الوقت المناسب، كما سعى النظام بانتظامٍ بحسب "مرايف" إلى تقييد عمليات الإغاثة من خلال فرض المتطلبات البيروقراطية، وقام بإدراج عمال الإغاثة العاملين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في "القائمة السوداء" واضطهدهم، بالإضافة إلى ذلك، أعاقت جماعاتٌ مسلحة مثل هيئة تحرير الشام عملَ المنظمات الإنسانية وصعّبت عليها القيام بعملها بشكلٍ فعال.
وأشارت إلى أن مسؤولي الأمم المتحدة وصفوا إدلب سابقاً بأنها "قصة رعب" إنسانية – وهذا الأمر سيزداد سوءاً ما لم ينظر مجلس الأمن إلى ما هو أبعد من الخدع السياسية، ليحافظ على استمرار تقديم مساعدات شريان الحياة الإنسانية الثمينة عبر الحدود.
وبحسب إحصائيات غير رسمية، فإن نحو أربعة ملايين إنسان يقطنون إدلب، منهم نحو مليون يتوزعون على نحو 1500 مخيم قرب الحدود التركية.