وقالت إنّه منذ اعتقاله قبل ما يقرب من عامين، مرّ الشيخ العودة بظروف مروعة، من بينها الاحتجاز المطول قبل المحاكمة، والحبس الانفرادي لأشهر، والاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجي، وغيرها من ضروب المعاملة السيئة - وكلها تُعدّ انتهاكات صارخة لحقه في محاكمة عادلة.
وتابعت: "تستمر السلطات السعودية في الادعاء بأنها تحارب (الإرهاب)، بينما تجري هذه المحاكمة، وكذلك محاكمة الناشطين الآخرين، ومن بينهم الرجال الـ37 الذين أُعدموا في إبريل/نيسان الماضي، بدوافع سياسية بشكل واضح، وتهدف إلى إسكات الأصوات المستقلة في البلاد".
وأشارت المسؤولة في منظمة العفو الدولية إلى أنّ "الشيخ العودة كان يدعو إلى مجتمع أكثر شمولية، من شأنه وضع حدّ لتهميش المواطنين الشيعة السعوديين. لهذا السبب، فهو يُعاقب. وبالطريقة نفسها، فإنّ النساء والمدافعات عن حقوق المرأة اللواتي طالبن بمزيد من الحقوق، يتعرضن للعقاب بالمثل". وسألت: "ما هي المكاسب التي تأمل السلطات في تحقيقها من خلال معاملة مواطنيها بهذه الطريقة؟ فبدلاً من المضي قدماً في هذه المحاكمة الصورية، يجب عليها إطلاق سراح الشيخ العودة على الفور ومن دون قيد أو شرط، وإسقاط جميع التهم الموجهة إليه".
وكان نجل العودة قد أشار في وقت سابق من شهر مايو/أيار، إلى تقارير عن احتمال إعدام السلطات السعودية دعاةً معتقلين عقب شهر رمضان، وقال إنّ "أخباراً وتسريبات مفزعة تصلنا حول نية الإعدام ضد مشايخ السعودية، وعلى رأسهم والدي".
ومنذ سبتمبر/أيلول 2017، أوقفت السلطات السعودية بأمر من ولي العهد محمد بن سلمان، دعاة بارزين ونشطاء في البلاد، أبرزهم الدعاة سلمان العودة وعوض القرني وعلي العمري. وفي سبتمبر 2018، انطلقت محاكمة العودة أمام المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض، وطالبت النيابة السعودية باستصدار حكم بالإعدام ضده بتهم تتعلق بـ"الإرهاب"، وفق ما ذكر نجله عبد الله وتقارير صحافية آنذاك.
وقال نجل العودة، في مقابلة مع فضائية "الجزيرة"، مطلع يوليو/تموز الجاري، إنّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، "يخشى الديمقراطية ويتجمل للغرب"، على الرغم من تقديم وسائل إعلام غربية ومحلية الأخير كأمير شاب يقود حملة إصلاحات في المملكة. وأوضح أنّ بن سلمان "اتخذ قرارات ظاهرية تدعم الحريات، مثل قيادة المرأة للسيارة" ليظهر للغرب بصورة "الأمير المجدد"، حسب قوله.
لكن في المقابل، بحسب نجل العودة المقيم في الولايات المتحدة، يعمل بن سلمان "في الحقيقة على كبت الحقوق والحريات واعتقال المناشدين بها (..) ويعمد إلى ملاحقة المطالبين بحقوق الإنسان لأنه يرى أنهم يشكلون تهديداً للسلطة الحاكمة"، كما قال.
وعن توقيف والده، قال نجل العودة إنّ بن سلمان "يعادي كل من حظي بشعبية أكثر من شعبيته". وذكّر بأنّ جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018 بقنصلية بلاده بإسطنبول، "نموذج بسيط من الجرائم المماثلة التي ترتكب داخل المملكة".