النظام السوري مازال يواصل ارتكاب جرائم الحرب ضد المدنيين المحاصرين بالغوطة الشرقية، القريبة من العاصمة دمشق، وذلك من خلال القصف الجوي الكثيف لطيرانه الحربي، وفق ما جاء في تقرير لمنظمة العفو الدولية (أمنستي)، صدر اليوم الأربعاء، وأوضح أن غارات النظام السوري تزيد من معاناة المدنيين المحاصرين.
تقرير المنظمة الحقوقية، والذي يحمل عنوان "تركوا ليموتوا تحت الحصار"، أشار إلى وجود أدلة على وقوع جرائم حرب بالغوطة الشرقية، فضلا عن تعمد قوات النظام السوري، قتل المدنيين المحاصرين من دون وجه حق، وهي الجرائم التي اعتبرها التقرير استهدافاً ممنهجاً للمدنيين، وبكونها ترقى لجرائم ضد الإنسانية. كذلك لفت التقرير إلى أن ما يزيد عن 163 ألف شخص يعيشون تحت الحصار بالغوطة الشرقية في ظل "معاناة مرعبة للبقاء على قيد الحياة".
معاناة المدنيين المحاصرين بالغوطة الشرقية، لا تتوقف مع قوات النظام السوري فحسب، فوفقاً لتقرير "العفو الدولية" تقوم جماعات مسلحة أخرى غير تابعة للنظام السوري باستهدافهم.
التقرير أشار بالتحديد إلى مجموعة "جيش الإسلام"، واتهمها بالوقوف وراء الضلوع في سلسلة من الانتهاكات تهم الاختطاف، والاعتقالات العشوائية، والقصف العسكري من دون تحديد الأهداف بدقة، موضحاً أن استعمال عناصر المجموعة لبعض القذائف والصواريخ بالمناطق الآهلة بالسكان يرقى لجرائم الحرب.
وبحسب التقرير، فإن العيش بالغوطة الشرقية تحول بالنسبة للعديد من الأشخاص إلى "تجرع ممتد ومتواصل للمصاعب والمعاناة"، على حد تعبير سعيد بومدوحة، نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية.
هذا الأخير أوضح أن المدنيين يمرون بظروف مريرة بسبب "سفك الدماء والمأساة"، مشدداً على أنهم "عالقون ومحاصرون بسبب المعارك من جميع الجبهات من دون وجود سبيل لفرارهم من القصف الجوي غير القانوني، والهجمات الجوية التي تشنها قوات النظام".
وعن جرائم النظام السوري، أشار التقرير إلى تنفيذ قواته الحربية خلال الستة أشهر الأولى من العام الحالي ما لا يقل عن 60 غارة جوية بالغوطة الشرقية، وهو ما تسبب في قتل ما يقارب 500 مدني.
كذلك لفت التقرير إلى أنه وثّق 13 غارة جوية وضربات أخرى ترقى إلى جرائم الحرب، تسببت في مقتل 231 مدنياً، وثلاثة مقاتلين فقط. ووفقاً لما ورد في التقرير، فإنه في 10 حالات نفذت غارات جوية بمناطق خالية من المقاتلين، وهو ما اعتبره التقرير استهدافاً صريحاً للمدنيين، أو في أفضل الأحوال قصفاً عشوائياً استهدفهم.
كذلك تحدث التقرير عن استهداف عدة أماكن عمومية كانت ممتلئة بالمدنيين، كحالة سوق عمومي مزدحم، ومدرسة كان التلاميذ بقربها، ومحيط مسجد مباشرة بعد أداء صلاة الجمعة.
وفي الختام، دعا تقرير "العفو الدولية" مجلس الأمن إلى فرض عقوبات عاجلة على جميع الأطراف داخل سورية، والتي ثبت تورّطها في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، فضلاً عن فرض حظر تسليح على النظام السوري.
اقرأ أيضاً: "فورين بوليسي": بعد الاتفاق النووي واشنطن تنتقل للملف السوري