وفي جولة لـ"العربي الجديد" في المنطقة، التي تشهد هدنة منذ أربعة أيام بعد خروج أسرى من قوات "قسد" كانوا معتقلين لدى "داعش"، مقابل إدخال طعام إلى المنطقة المحاصرة، كان الوضع هادئاً، في ظل أحاديث عن مفاوضات يجريها مقاتلو "داعش" المحاصرون مع "قسد" لتحرير أسرى لدى التنظيم مقابل إدخال طعام إلى المنطقة.
وتُظهر الصورة عند مدخل قرية الباغوز حدة القتال في الفترة الأخيرة، فهناك جرافات وصهاريج مازوت ودراجات نارية محروقة جراء القصف، وأخرى عليها شعار "ولاية الفرات"، وألغام على طرف بيت مدمر.
في الأجواء، طيران حربي يحلّق في الجو بشكل مستمر، فيما المسافة التي تفصل مقاتلي "قسد" عن المكان المحاصر قصيرة جداً، وتصل إلى نحو 500 متر.
وفي المخيم الذي يسيطر عليه "داعش"، والذي يحتفظ فيه بمدنيين كدروع بشرية، تظهر من بعيد خيام عشوائية، وسيارات منتشرة، بعضها محروقة، فيما ينتشر مقاتلو "قسد" في خط التماس مع هذه المنطقة.
أجواء صعبة يعيشها المدنيون المحاصرون في المنطقة الأخيرة التي يوجد فيها "داعش"، ويتخّذهم التنظيم دروعاً بشرية.
ويكشف شخص له أقارب محاصرون في المخيم، لـ"العربي الجديد"، أن إحدى قريباته في المخيم أنجبت طفلاً قبل أيام في حفرة، وبعد هطول الأمطار والظروف الصعبة تم نقلها إلى خيمة، مضيفاً أن محاولات إخراجها من المخيم لم تنجح، فيما معظم أهلها قُتلوا منذ فترة.
وبقي في المنطقة المحاصرة نحو 500 مقاتل من "داعش" مع عائلاتهم، معظمهم عراقيون وأجانب من جنسيات مختلفة، إضافة إلى مدنيين آخرين ما زالوا محاصرين في المخيم ولا يستطيعون الخروج، في ظل أجواء من البرد والجوع وقلة الطعام.
يقول مقاتل مع قوات "قسد" في جبهة الباغوز، لـ"العربي الجديد"، إن ابن عمه أسر من قِبل "داعش" أثناء معارك الباغوز، آملاً خروجه في عملية تبادل كما حصل منذ أيام، مع وجود أسرى من "قسد" يتم التفاوض عليهم، بالإضافة إلى وجود آخرين في سجون "داعش" لا أحد يعرف مصيرهم.
وقال مقاتل من "قسد" إن هناك 12 جثة لنساء سوريات، ومن جنسيات مختلفة، ملقاة في بستان قريب، تم قتلهن قبل أيام بعدما قتلن مقاتلاً من "قسد" بعد اشتباك معهن وكنّ يرتدين أحزمة ناسفة، وبالتالي يبدو مقاتلو "داعش" الباقون مصرين على القتال حتى الموت، فيما يفاوضون على تحرير أسرى من "قسد" مقابل الطعام، على الرغم من سقوط المنطقة عسكرياً.