"الضاد": تجوال في حمص ولقاء أبو العتاهية

تتضمّن المجلة أبواباً ثابتة منها: باب "مدرسة الضاد" وهي صفحة تهدف إلى توظيف مهارات اللغة وقواعدها، وتناقش إحدى قواعد النحو في حوار يديره الطلبة مع معلّمهم داخل المدرسة، إضافة إلى قصة "سلمان عبر الأزمان" وهي رحلة خيالية عبر الزمن يلتقي بطلها بأعلام الأدب واللغة والعلوم، وكان في هذا العدد لقاء مع المؤرخ والرحالة أبو نعيم الأصبهاني (948 – 1038)، صاحب كتاب "تاريخ أصبهان" و"معجم الصحابة"، و"حلية الأنبياء"، و"المستخرج على البخاري".

في باب "شخصيات تاريخية"، تعرض إحدى الشخصيات العربية نفسها لقارئ المجلة بأسلوب المتكلّم، حيث يحضر في هذه الزاوية الشاعر أبو العتاهية (748 – 828)، الذي اشتهر بقصائد الغزل والزهد وعرف بلين اللغة وسلاستها التي لم تكن معهودة في الشعر العربي وميل إلى التبسيط والولع في المقابلة بين حالتين متضادتين، والاهتمام بالجرس الموسيقي، وكان يفاخر بأنه يحوّل كلامه شعراً.

تجوّلت زاوية "مدن تاريخية" في مدينة حمص السورية والتي تعود تسميتها إلى اللغة الكنعانية وتعني الخجل حيث تأسّست قبل حوالي 4300 عامٍ، وكانت تعدّ حلقة وصل بين مدن الساحل ومدن الداخل السوري، ومن أبرز معالمها الجامع النوري الكبير، ومسجد خالد بن الوليد، وقصر الزهراوي، وقلعة حمص التي بنيت في العصر الأيوبي، وكنيسة مار إليان، كما تشتهر المدينة بأبوابها السبعة.

أمّا باب "سوق الوراقين"، الذي يُعنى بمكتبة التراث، فقد تضمّن مقالاً حول كتاب "المزهر" للمؤرخ والفقيه جلال الدين السيوطي (1445 – 1505) الذي تناول خلاله مسألة أصل اللغة ونشأتها ومواقف العلماء منها، وقدّم نظرية كاملة في الأحكام المقرّرة وقواعد الجرح والتعديل، وقضايا المعرّب والموّلد والمشترك والمترادف والأضداد والإتباع والإبدال والقلب والنحت والتصحيف والتحريف، وطبقات الشعراء والمؤتلف والمختلف من أسمائهم، والمتفق والمفترق والكنى والأسماء والألقاب والأنساب والألغاز ونوادر اللغة.