أعلنت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، أنّها تدرس احتمال وجود رابط بين فيروس كورونا ومتلازمة كاواساكي التي تؤدي إلى أمراض التهابية لدى الأطفال.
وأعلن مدير عام المنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، خلال مؤتمر صحافي أجراه عبر الإنترنت في جنيف: "تشير فرضيات أولية إلى أنّ هذه المتلازمة قد تكون مرتبطة بكوفيد-19 (...) ندعو كل اختصاصيي التحليل السريري في العالم إلى العمل مع السلطات الوطنية ومنظمة الصحة العالمية لنكون في حالة استعداد ونفهم أكثر هذه المتلازمة لدى الأطفال".
وأضاف: "من الضروري تشخيص هذه المتلازمة السريرية بدقة وسرعة لفهم أسبابها ووضع بروتوكولات علاج"، وطوّرت منظمة الصحة العالمية وشبكتها العالمية للأطباء السريريين تعريفاً أولياً، ووضعت في تصرف الأطباء استمارة تصريح لكلّ حالة مشتبه بإصابتها بمتلازمة الاستجابة الالتهابية الجهازية.
وأوضح مسؤول برامج الطوارئ في المنظمة، مايكل ريان، أن الحالات التي تم تسجيلها في العالم نادرة ولا يزال دور فيروس كورونا الجديد في تطور الالتهاب غير معروف، وأضاف ريان: "لا نعلم إن كان الفيروس يهاجم الخلايا أو إن كانت الاستجابة المناعية" المفرطة هي التي تؤدي إلى الالتهاب، كما هو الحال مع حمى إيبولا.
Twitter Post
|
وفاة أول طفل يعاني من مرض شبيه بمتلازمة كاواساكي في فرنسا
وأدى مرض التهابي، يُرجح أنه مرتبط بفيروس كورونا وأصاب بعض الأطفال، إلى تسجيل أول وفاة في فرنسا لطفل يبلغ تسع سنوات، لكن هذه المتلازمة الشبيهة بمرض كاواساكي لا تزال نادرة مع 135 إصابة معلنة حتى الساعة.
وقال البروفيسور فابريس ميشال، رئيس قسم إنعاش الأطفال في مستشفى لا تيمون في مرسيليا (جنوب شرق)، إن الطفل توفي في الثامن من مايو/ أيار بسبب "تلف عصبي مرتبط بالسكتة القلبية"، وأضاف في حديث لوكالة فرانس برس أن التحاليل أظهرت أنه "كان على احتكاك" بفيروس كورونا، لكن لم تظهر عليه أي أعراض.
وتابع أنه لدى نقله إلى قسم طوارئ الأطفال في مستشفى آخر في مرسيليا، في الثاني من مايو/ أيار، خضع الطفل لفحص وكان يعاني من أعراض "مشابهة لأعراض الحمى القرمزية (...) من دون مؤشر خطورة"، وأعيد إلى المنزل مع علاج. وقال الطبيب إنه في نفس الليلة "أُصيب الطفل بإعياء شديد مع سكتة قلبية" في المنزل، فنقل إلى قسم إنعاش الأطفال، حيث تلقى العلاج لسبعة أيام وتوفي السبت الماضي.
وأعلنت مديرية الصحة العامة في فرنسا، مساء الخميس، وفاة الطفل المصاب بمرض آخر هو "مرض عصبي نمائي"، لكن البروفيسور ميشال أشار إلى أن هذا المرض الآخر لا علاقة له بوفاة الطفل، وهذا أول طفل يتوفى في فرنسا جراء مرض التهابي مرتبط على الأرجح بكورونا.
وقالت البروفيسورة كارولين أفايرت، رئيسة قسم أمراض القلب لدى الأطفال في مستشفيات مرسيليا، إن هذا المرض "خطير، لكنه نادر جداً، ونحن مقتنعون بأنه تجب مواصلة إعادة الأطفال إلى المدارس"، وأبلغت عدة دول، في الأسابيع الثلاثة الماضية، عن حالات أطفال مصابين بمرض التهابي مع أعراض مشابهة لأعراض مرض كاواساكي، ومرتبطة على الأرجح بكورونا.
وبعد إعلان المملكة المتحدة عن أول حالة من هذا النوع، نهاية إبريل/ نيسان، أُبلغ عن حالات مشابهة في نيويورك وإيطاليا وإسبانيا، والوفيات نادرة جداً، مع وفاة فتى في الرابعة عشرة من عمره في بريطانيا، وطفل في الخامسة من عمره في نيويورك.
وفي فرنسا، سجّلت 135 إصابة بالمتلازمة "النادرة التي تبدو حالياً في تراجع" بين الأول من مارس/ آذار، و14 مايو/ أيار، أكثر من نصفها في المنطقة الباريسية، وفق مصلحة الصحة العامة، وتلقى 65 طفلاً العلاج في أقسام الإنعاش و25 آخرون في أقسام العناية المركزة.
وتشمل الأعراض حمى شديدة وألما في البطن واضطرابات في الجهاز الهضمي وطفحا جلديا والتهاب الملتحمة واحمرار اللسان وتورمه، وهذه الأعراض قريبة من مرض كاواساكي الذي يصيب الأطفال ويسبب التهاب الأوعية الدموية، ومع ذلك، هناك اختلافات، فالالتهاب وتلف القلب "أكثر وضوحاً" في الحالات التي يشتبه في ارتباطها بكورونا مقارنة بمرض كاواساكي العادي، وفق الأطباء.
ويقول البروفيسور ميشال إن هذه الحالات تتعلق "بعدد قليل جداً من الأطفال، ووفاة واحدة ويجب أن لا تثير القلق بلا داع"، ويضيف أنه تجب استشارة الطبيب "عندما يعاني الأطفال من الحمى لأكثر من يومين مع علامات مصاحبة".
(فرانس برس)