"الشعلة": حول سجالات الفلسفة والتربية الدينية

10 مايو 2017
الجيلالي الغرباوي/ المغرب
+ الخط -
باتت قضية تطوير المناهج الدراسية ملحّة وتفرض مقاربات متعدّدة حولها، في ظلّ تفاوت الطروحات نتيجة اختلاف المرجعيات والخلفيات الثقافية بين التربويين وخبراء التعليم في العالم العربي؛ في وسط هذا السجال صدر عدد جديد من "مجلة الشعلة" الفصلية في الرباط، الذي يفتح النقاش حول ملف "التربية الدينية والمراجعات الممكنة".

يكتب المكي ناشيد مقالاً بعنوان "التربية الإسلامية وعوائق الإصلاح"، كما يقارب عبد الله الجباري "كتاب التربية الإسلامية الجديد يطعن في الفلسفة"، فيما اشتغل عزيز الحدادي على "فيلسوف المستقبل ضد أخلاق العبيد"، وناقش إدريس الكنبوري "التفاهم الأخوي بين الدين والفلسفة".

قدّمت المجلّة مواقف الأطراف المعنية بهذا الجدل المستمر إلى اليوم مغربياً، وخصّصت حوار العدد مع الباحث إدريس كثير، الذي اعتبر أن "الجوار بين أساتذة المادتين التعليميتين الفلسفة والتربية الإسلامية جوار متوتر يصل إلى حدّ الجفاء غالباً".

يحدّد الضيف المحاضر كثيراً من نقاط الاختلاف بين الطرفين في أن "الفلسفة كنمط من أنماط التفكير وكمادة تدريسية تحاصرها دوماً المستبقات من كلّ الجهات والمستويات، فيما التربية الإسلامية في المغرب مادة تربوية دينية لكن منحصرة في دين واحد، حجاجها من مرجعية واحدة نصية".

ويقترح كثير منظوراً خاصاً يتعلّق بـ"إشكالية الدين في المغرب ومن خلال منظور "فلسفة الدين"، مؤكّداً أنه "لا يمكن مقاربتها تربوياً بتسمية "التربية الإسلامية"، فيقترح أن يتم استبدالها بتسمية "التربية الدينية، فالإصلاح الحقيقي، بالنسبة إلى كثير يبدأ بالاعتراف أننا كمسلمين لا نملك الحقيقة بمفردنا".

في باب "دراسات"، يستقرأ كمال الهشومي "الإسلاموفوبيا والديمقراطية: من التكفير إلى التنكيل"، ويعود عبد الله المتوكّل إلى مقال كتبه الباحث الفرنسي لوسيان جوم يتساءل فيه "هل يمكن للنص أن يغيّر العالم". في باب "تشكيل واستعادة"، تتناول المجلة تجربة الفنانين فريد بلكاهية ومحمد الزين، فيما ناقش عبد الهادي نعيم تجربة الزجّال المغربي إدريس بنعطار من خلال قراءة في ديوانه "عيوط أم هاني" وعبر مفهوم "التوازي النصي أو النص بين الإنتاج وهاجس التداول"، وكتب التهامي غباري عن "الإطار التربوي في إطار سراح مؤقت".

أما في باب "فنون"، فنُشر ملف تناول الدورة الأخيرة من "مهرجان المسرح العربي" التي احتضنتها الجزائر، ومن جهته كتب نزار الفراوي عن "أندية السينما.. حنين الزمن الذهبي وأفق بعث جديد لثقافة المشاهدة"، إلى جانب قراءة في مسرحية "كل شيء عن أبي". وتضمّن باب "إبداع" نصوصاً شعرية وقصصية لـ عبد الغني فوزي، ودامي عمر، وقمر أعراس، والحسن بنمونة، بينما حملت زاوية "أقواس العدد" توقيع الكاتب منير الشرقي.

المساهمون