"العمل لا ينتهي، وساعات العمل الإضافية لا تحصى إلا أنها في الوقت عينه لا تُحتسب من ضمن الراتب"... هذه شهادة أحد الموظفين في منظمة دولية عاملة في لبنان، وهذا الوضع هو حال أغلبية الموظفين في منظمات المجتمع المدني الدولية والمحلية. منظمات تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان إلا أنها يومياً تنتهك حقوق العاملين فيها. منظمات وجمعيات تستغل المشاكل الاجتماعية وتتاجر بالقضايا كي تزيد نسبة تمويلها.
"الفرق شاسع بين رواتب الموظفين والمدراء، علما بأننا نحن من يقوم بأغلب الأعمال، التهميش ليس متعلّقاً بالراتب، بل هناك أيضاً إقصاء كلّي في اتخاذ القرارات. على أرض الواقع آلية اتخاذ القرار تحصل بين الممول والمدير فقط. لا شفافية ولا من يحزنون" يقول سامر، موظف في منظمة دولية تُعنى بحقوق الإنسان.
أما في منظمة دوليّة أخرى ممولة من الوكالة الأميركية للتنمية (USAID) والتي تعمل على تمويل المشاريع في المناطق اللبنانية الأكثر تضرراً من الأزمة السورية، فالنجاح في موافقتها على تمويل المشاريع لا يستدعي الكفاءات والخبرات بل يمر عبر موظف يستطيع إدخالك إلى المكتب. مجموعة من الشبان والشابات وجدوا في المشاريع هذه فرصة لتأمين دخلهم فبدأوا بتقديم المشروع تلو الآخر، على أن يبدّلوا في كل مشروع اسم مديره والشخص الذي يتقدم لأخذ التمويل. وهكذا بدأ الأمر مداورة. لا أحد فيهم متخصص في إقامة ورشات عمل ولا من يهتم، وسط غياب آليات التدقيق المحاسبة. أحدهم يصف هذه المشاريع بـ "البزنس، هي ليست سرقة فالجميع يعمل بهذه الطريقة والشاطر بشطارتو".
وأيضاً حدث مع منظمة دوليّة أخرى، أن أتت بفريق تصوير لتسجل أحد إنجازاتها لتعرضها على الممول، المشروع كان تجديد إحدى القنوات المائية في البقاع. الكاميرات استرعت انتباه السكان الذين فضحوا كذبة المشروع، فالحفريات هذه موجودة منذ 6 أشهر وقد تحولت إلى مكان لرمي النفايات والمشروع الذي يتم تصويره وهمي هدفه تبرير التمويل".
يبلغ عدد الجمعيات المسجلة حالياً في لبنان حوالى 6 آلاف جمعية، المئات منها جمعيات وهمية، وأخرى عائلية، وأخرى "خيرية". وعن سبب الازدياد الهائل في عدد الجمعيات، يقول مدير "مسار" (منظّمة شبابية غير حكومية)، كمال شيّا أن "هناك حاجة لاستجلاب التمويل من أجل السرقة وليس هناك من يحاسب، فوزارة الداخلية لا تسأل عن الجمعيات الفاعلة ولا إن كانت فعلاً تطبق أهدافها ولا تسأل عن مصدر التمويل وإن كان بالفعل يصرف على مشاريع تنموية". يرى أن الفساد متفشٍّ في المنظمات الدولية أكثر منها في المحليّة، فبرأيه أن "الفلتان" الدولي هو من المسببات الرئيسية للفساد المحلي. فما يحصل اليوم أن الأجندات لم تعد تعمل على مواضيع محددة ولاحقاً تبحث على تمويل بل على العكس فالتمويلات المقدمة هي التي تحدد المواضيع.
الحل بحسب ما يراه شيّا بسيط، على مكتب المحاسبة أن يبدأ بتدقيق حساب الجمعيات، فهناك الكثير من الرواتب الوهمية، وأغلبية الموظفين في جمعيات رواتبهم أقل بكثر من الرواتب التي يوقعون عليها. والتدقيق لا يجب أن يكون مالياً فقط بل يجب أن يكون هناك تدقيق جنائي كأي مؤسسة أخرى.
إقرأ أيضا: المانجو بالشطّة: فقراء السودان يشترونها والمهمّشون يبيعونها
"الفرق شاسع بين رواتب الموظفين والمدراء، علما بأننا نحن من يقوم بأغلب الأعمال، التهميش ليس متعلّقاً بالراتب، بل هناك أيضاً إقصاء كلّي في اتخاذ القرارات. على أرض الواقع آلية اتخاذ القرار تحصل بين الممول والمدير فقط. لا شفافية ولا من يحزنون" يقول سامر، موظف في منظمة دولية تُعنى بحقوق الإنسان.
أما في منظمة دوليّة أخرى ممولة من الوكالة الأميركية للتنمية (USAID) والتي تعمل على تمويل المشاريع في المناطق اللبنانية الأكثر تضرراً من الأزمة السورية، فالنجاح في موافقتها على تمويل المشاريع لا يستدعي الكفاءات والخبرات بل يمر عبر موظف يستطيع إدخالك إلى المكتب. مجموعة من الشبان والشابات وجدوا في المشاريع هذه فرصة لتأمين دخلهم فبدأوا بتقديم المشروع تلو الآخر، على أن يبدّلوا في كل مشروع اسم مديره والشخص الذي يتقدم لأخذ التمويل. وهكذا بدأ الأمر مداورة. لا أحد فيهم متخصص في إقامة ورشات عمل ولا من يهتم، وسط غياب آليات التدقيق المحاسبة. أحدهم يصف هذه المشاريع بـ "البزنس، هي ليست سرقة فالجميع يعمل بهذه الطريقة والشاطر بشطارتو".
وأيضاً حدث مع منظمة دوليّة أخرى، أن أتت بفريق تصوير لتسجل أحد إنجازاتها لتعرضها على الممول، المشروع كان تجديد إحدى القنوات المائية في البقاع. الكاميرات استرعت انتباه السكان الذين فضحوا كذبة المشروع، فالحفريات هذه موجودة منذ 6 أشهر وقد تحولت إلى مكان لرمي النفايات والمشروع الذي يتم تصويره وهمي هدفه تبرير التمويل".
يبلغ عدد الجمعيات المسجلة حالياً في لبنان حوالى 6 آلاف جمعية، المئات منها جمعيات وهمية، وأخرى عائلية، وأخرى "خيرية". وعن سبب الازدياد الهائل في عدد الجمعيات، يقول مدير "مسار" (منظّمة شبابية غير حكومية)، كمال شيّا أن "هناك حاجة لاستجلاب التمويل من أجل السرقة وليس هناك من يحاسب، فوزارة الداخلية لا تسأل عن الجمعيات الفاعلة ولا إن كانت فعلاً تطبق أهدافها ولا تسأل عن مصدر التمويل وإن كان بالفعل يصرف على مشاريع تنموية". يرى أن الفساد متفشٍّ في المنظمات الدولية أكثر منها في المحليّة، فبرأيه أن "الفلتان" الدولي هو من المسببات الرئيسية للفساد المحلي. فما يحصل اليوم أن الأجندات لم تعد تعمل على مواضيع محددة ولاحقاً تبحث على تمويل بل على العكس فالتمويلات المقدمة هي التي تحدد المواضيع.
الحل بحسب ما يراه شيّا بسيط، على مكتب المحاسبة أن يبدأ بتدقيق حساب الجمعيات، فهناك الكثير من الرواتب الوهمية، وأغلبية الموظفين في جمعيات رواتبهم أقل بكثر من الرواتب التي يوقعون عليها. والتدقيق لا يجب أن يكون مالياً فقط بل يجب أن يكون هناك تدقيق جنائي كأي مؤسسة أخرى.
إقرأ أيضا: المانجو بالشطّة: فقراء السودان يشترونها والمهمّشون يبيعونها