في فضيحة جديدة للمنظومة التعليمية في مصر، أدى طلاب الصف الأول الثانوي على مستوى جميع الإدارات والقطاعات التعليمية امتحان اللغة العربية، اليوم الأحد، من خلال نظام الامتحانات الورقية المطبوعة، نتيجة عدم تمكنهم من ولوج منصة "التابلت" إثر تعطل "السيستم" الخاص بالامتحانات الإلكترونية.
وقال مصدر مطلع في وزارة التعليم لـ"العربي الجديد"، إن عدداً من مديري الإدارات التعليمية بمحافظتي القاهرة والجيزة، تلقوا تعليمات من "جهة سيادية" بإرغام الطلاب على التصوير كأنهم يؤدون الامتحان إلكترونياً على خلاف الحقيقة، وإرسال الصور إلى المواقع الإخبارية الموالية مثل "اليوم السابع" و"صدى البلد" و"مبتدأ"، للادعاء بأن تعطل "السيستم" لم يشمل جميع المحافظات.
وأضاف المصدر أنه مع انطلاق امتحان اللغة العربية للصف الأول الثانوي، اكتشف الطلاب صعوبة الولوج إلى الامتحان على جهاز "التابلت"، الذي ظهر على شاشته رسالة تفيد بوجود مشكلة في الاتصال، موضحاً أن جميع المدارس سارعت إلى تطبيق نظام الامتحان الورقي التقليدي بعد الحصول على إذن رسمي من الوزارة، بسبب تعذر دخول الطلاب على منصة الامتحان الإلكتروني.
كذلك سُربت نسخة ورقية من امتحان اللغة العربية على غروب "أولى ثانوي عام" عبر موقع التواصل "فيسبوك"، ما أثار حالة من الغضب لدى أولياء أمور نحو 650 ألف طالب على مستوى الجمهورية، ودفع الكثير منهم إلى مهاجمة وزير التربية والتعليم طارق شوقي، لفشل الوزارة مجدداً تحت قيادته في تطبيق نظام "التابلت"، بسبب عدم تفعيل خطوط الإنترنت، رغم توزيع الأجهزة على الطلاب لأداء الامتحان.
وتجمع أولياء الأمور منذ الصباح الباكر أمام المدارس، انتظاراً لخروج أبنائهم عقب أداء الامتحان.
واعتبر ولي الأمر هاني محمد، أنه "لا يوجد أي رؤية حقيقية للتطوير لدى الوزير الحالي، ومن الأفضل عودة نظام الثانوية العامة السابق إلى حين إكمال المنظومة الجديدة". في حين طالب أحمد إبراهيم بسرعة إقالة الوزير من منصبه بعد "وقوع السيستم"، وعدم تمكن الطلاب من فتح الامتحان الإلكتروني، واستبداله بآخر ورقي.
وأصدر رئيس قطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم د. رضا حجازي، تعليمات إلى المسؤولين عن امتحانات الصف الأول الثانوي، بـ"السماح للطلاب الراغبين في أداء امتحان اللغة العربية بصورة إلكترونية، بعد أن أدّوا الامتحان بصورة ورقية، وذلك في حال تمكنهم من الدخول إلى منصة الامتحان".
وكشف مصدر مسؤول بوزارة التعليم، أن "كافة المدارس ستطبق نظام الامتحان الورقي في مادة الأحياء، غداً الإثنين، بعد فشل نظام (التابلت) في امتحان اللغة العربية"، مبيناً أنه تعذر دخول الطلاب على منصة الامتحان الإلكتروني في نحو 90 في المائة من المدارس، الأمر الذي أدى إلى توزيع الامتحان الورقي عليهم، ومن ثم تأدية الامتحان على نظام "البوكليت"، الذي يجيب فيه الطالب عن الأسئلة في نفس ورقة الامتحان.
وقال المسؤول، الذي يعمل موجهاً عاماً لإحدى الموادّ، إن "الأكواد لم تصل لطلاب الصف الأول الثانوي في امتحان اللغة العربية، إذ إن لكل امتحان كوداً معيناً لدخول الطالب عليه، وأداء الامتحان بواسطة التابلت"، لافتاً إلى أن هناك أكواداً غير صحيحة ولا تعمل، ما أثار حالة من الفوضى بين المدرسين والطلاب على حد سواء.
وأضاف في حديث خاص مع "العربي الجديد": "كان لا بد أن تستعد الوزارة بشكل أكبر لتجربة الامتحان الإلكتروني، فعلى الرغم من الاعتراضات من قبل خبراء التعليم على صعوبة تطبيق النظام التكنولوجي في مصر، إلا أن وزير التعليم أصرّ على تطبيقه، ما يمثل إهداراً للمال العام"، على حد تعبيره.
من جهته، انتقد الخبير التربوي عبد الحفيظ طايل، مضيّ وزارة التعليم في نظام أثبت فشله، وأدى إلى حالة من "الهرج والمرج" داخل المنظومة التعليمية، مشيراً إلى أن الجميع رفض تطبيق هذا النظام منذ الإعلان عنه عام 2017، لكون المدارس المصرية غير مهيأة للتطبيق التكنولوجي، في ظل ضعف إمكاناتها المادية وبنيتها التحتية".
واعتبر طايل أن وزير التعليم الحالي يستهدف من هذا النظام "محاربة الدروس الخصوصية"، من دون اعتبار لحاجة التعليم في مصر إلى عملية تطوير جوهرية وشاملة، تتضمن تطوير المناهج، وتخفيف حدة التكدسات الطلابية في المدارس، وتحسين منظومة أجور المعلمين.