قد يكون الاسم الذي اتخذته حرفة الزخرفة على الخشب والزجاج بـ "الزخرفة العجمية" كونها وصلت إلى دمشق من بلاد العجم، لكن تطورها في سورية، وتحديداً في العاصمة دمشق، جعل لها اسماً آخر هو "الزخرفة الدمشقية".
تمتزج في هذه الحرفة مهارة اليد السورية بألوان وأشكال لحقب فنية متعاقبة، غير أنها تراجعت في السنوات الأخيرة لقلة الطلب عليها، بعد تردّي الوضع الاقتصادي في البلاد.
لكن الفنان والحرفي جهاد عبد الحي يحاول، بما أمكن، الحفاظ على هذا الفن من الضياع، والإبقاء عليه مهنة له، رغم تهجيره من "حي القابون" الدمشقي مع الآلاف من أبناء ريف دمشق عام 2018. في نزوحه، حمل عبد الحي معه روح المهنة التي تعلّمها قبل 14 عاماً، ليستقر في إدلب شمال غربي البلاد.
واستأنف عمله في محافظة إدلب بعد استقرار نسبي إثر رحلة التهجير. ويقول في حديثه لـ "العربي الجديد": "أحببت الاستمرار في هذه المهنة الدمشقية القديمة، لندرة وجودها في الشمال السوري، متحملاً الظروف الصعبة التي ترافق العمل، سواء في تصريف المنتجات أو توفر المواد الأولية".
ويضيف: "الفارق الأساسي بين عملي حالياً وبين السنوات السابقة، هو مشكلة تصريف المنتجات، فقد كان السياح يزورون دمشق ويشترون بعض القطع، وأيضاً كانت قطعي ولوحاتي تزين الكثير من البيوت الدمشقية، فهي تدخل في أثاث المنازل من غرف النوم وغرف الضيوف والأسقف والمكاتب وغيرها بشقيها الزخرفة النباتية والهندسية. أما اليوم، فقد توقف السياح عن القدوم، ولم يعد الناس بمقدرتهم شراء الكماليات".
وتعاني معظم المهن، ولا سيما الحرفية منها، صعوبات كثيرة في ظل عدم الاستقرار السياسي والميداني، ما ينعكس على الحالة الاقتصادية، وهذا ما عبر عنه عبد الحي الذي يحاول تعليم أطفاله هذا الفن، ليكون له دور في المحافظة عليه، ونقله من جيل إلى جيل، خوفاً عليه من النسيان والضياع.