"الرجل خلف الميكرفون": سيرة الهادي الجويني

02 نوفمبر 2018
(من الفيلم)
+ الخط -
يُعرض عند السادسة من مساء غدٍ السبت في مؤسسة "ريتش ميكس" الثقافية في لندن، الفيلم الوثائقي "الرجل خلف الميكروفون" (2017) للمخرجة التونسية البريطانية كلير بلحسين التتي تتتبّع من خلاله سيرة جدّها الملحن والفنان الهادي الجويني (1909 – 1990).

يتناول الفيلم الخلفية الفكرية والثقافية لصاحب "وين الدنيا" المولود في حي باب الحديد في تونس العاصمة، حيث تشبّع بالموسيقى المصرية، وارتبط أيضاً بالتراث الأندلسي، لكنه انفتح في الوقت نفسه على الثقافة الفرنسية والموسيقى الغربية ومنها الفلامنكو الإسبانية، في إصرار منه على المزاوجة بين الهوية والحداثة.

تبدأ المخرجة من طفولته حيث درس في "الكتّاب" في حي سيدي المشرف في منطقة الحجامين وتعلّم الموسيقى في مرحلة مبكرة، كما ترصد جانباً مهماً من تعقيدات شخصيته، سواء الألم الذي تركه في قلوب أقرب الناس إليه وما لاقاه من جحود من المقرّبين منه.

اعتمد العمل على شهادات من والد المخرجة (ابن الراحل) وشقيقه وشقيقتيه، كما قدّم العديد من الصور القديمة ومقاطع الفيديو التي تضيء جانباً من أعماله التي تجاوزت ألف أغنية وقرابة الستين أوبريتاً غنائياً، إضافة إلى 900 لحن موسيقي موثّق، ومن أبرز تلك الأغاني التي يعود إليها الفيلم: "تحت الياسمينة في الليل" و"لاموني اللي غاروا منّي".

يذهب العمل إلى مساحات أخرى تتعلّق بمشاركته في عدد من الأفلام السينمائية؛ مثل: "الباب السابع" لـ أندري زوبادا (1946)، و"سجل المكتوب" (1952)، ومسرحيات عدّة منها "عائشة القادرة" للشاعر والكاتب المسرحي عبد الرزاق كرباكة (1901 – 1945)، و"بين نومين" للكاتب والرسام علي الدوعاجي (1909 – 1949).

يعيد الفيلم اكتشاف شخصية الجويني من خلال ما تضمّنه من سرد وصور وحكايات وأشرطة مسجلّة وشھادات حیة لمن عاصروه ومن جاؤوا بعده من أھل الفن والموسیقى والثقافة جرى جمعها على مدار عشر سنوات؛ ومنهم صالح المھدي ولطفي بوشناق وعبد الحمید لرقش وأحمد الماجري.

كما يتوقّف عند قراره بالهجرة إلى باريس في الثلاثينيات بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية التي دفعته إلى ترك تونس بعد توقّف الحفلات والعروض الفنية، وكيف ظلّ هناك حتى الخمسينيات. ويتطرّق أيضاً إلى خلافات العائلة في التصرّف بملكية إرثه الموسيقي.

المساهمون