"الرجل الذي أوقف الصحراء": زيارة لفلسطين

20 يونيو 2016
(من الفيلم)
+ الخط -

في الأفلام الروائية أو الوثائقية، لا تزال الكاميرا الأوروبية حين تقترب من موضوع شرقي أو أفريقي معبّأة بمركزيتها ومسلماتها، غير ان بعض الأفلام عرفت كيف تشقّ طريقاً مختلفاً، ربما بفضل حسن إنصاتها للصوت المحلي.

هذا ما يمكن أن نشعر به مع فيلم "الرجل الذي أوقف الصحراء"، للمخرج البريطاني مارك دود والذي يُعرض اليوم للمرة الثانية في "المركز الثقافي الألماني الفرنسي" في رام الله.

الوثائقي يضيء تجربة ياكوبا ساوادوغو، الفلاح البوركينابي الذي غيّر من واقع أهل منطقته بفضل تفكيره في أساليب زراعية مبتكرة للتصدّي لزحف الصحراء من خلال العودة إلى طرق تقليدية وتطويرها.

اللافت في حكاية ساوادوغو أنه أمّي، لذا كانت جميع أفكاره بعيدة عن الاقتباس من التصوّرات الغربية في العلوم الفلاحية، بل لعل أفكاره جاءت لتبيّن كيف أن التطوّر العلمي يقف حائراً أمام وضعيات خاصة لأنه لا يعرف أو لا يريد أن يتأقلم معها، إضافة إلى ذلك تبدو قصّته دليلاً على تعدد العبقريات الشعبية في العالم.

الفيلم الوثائقي الذي يمتد على خمسين دقيقة أنتج عام 2010، وهو يعود من خلال حكي الفلاح البوركينابي إلى أواخر سبعينيات القرن الماضي، في وقت كانت المجاعة ضاربة في المنطقة التي يعيش فيها، وكانت محاولاته الأولى تلاقي الاستهزاء نظراً لفشل سياسات الدولة الزراعية والتقنيات الغربية في صد تقدّم الصحراء على حساب المناطق الخضراء.

أفكار ساوادوغو وإصراره أعادا الحياة إلى قرابة ثلاثة ملايين هكتار في الغرب الأفريقي حسب تقرير نشر مؤخراً، حيث جرى الاعتراف بابتكاراته وتبنّتها دول أفريقية في سياساتها الفلاحية، ما جعل البعض يعتبره قد غيّر في حياة الغرب الأفريقي، إضافة إلى اللقب الذي يناديه به سكّان منطقته "الرجل الذي أوقف الصحراء".

المساهمون