عن "ديوان المطبوعات الجامعية" في الجزائر، صدر مؤخرّاً "الديوان العربي لجلال الدين الرومي" الذي ترجمته عائشة محرزي بتقديم وتعليق الباحث محمد شطوطي، بالاعتماد على النسخة الفرنسية التي نقلها عبد الغفور روان فرهاد من الفارسية.
أشارت المُترجمة في المقدمة إلى أنّ الأبيات الشعرية المنشورة في هذا الكتاب منقولة عن "المثنوي" الكتاب الضخم الذي وضعه الرومي وصدر في معظمه باللُّغة الفارسية، موضحة أنّ "الأبيات الشعرية المنقولة لم تكن مكتوبة كلّها في بدايتها باللُّغة العربية، بل كانت تتخلّلها كلماتٌ وجملٌ فارسية، بعيدة عن اللغة العربية، مما جعلها غير مفهومة بالنسبة إلى القارئ العربي".
يأتي هذا العمل بعد أقل من أربعة سنوات على صدور "الديوان العربي" نفسه "المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون ببيت الحكمة" بترجمة البَشِير قهْوَاجِي، ما يثير الأسئلة حول غياب التنسيق بين دور النشر والمراكز الثقافية التي تسعى إلى تقديم تراث الرومي إلى العربية، وعدم اللجوء إلى ترجمة نصوصه عن الفارسية مباشرة.
توضّح محرزي في تقديمها أن "من جملة ما ورد في شعر جلال الدين الرومي الصوفي، الذي هو فيضٌ من الصور الجمالية التي تُعبّر عن نفس مشدودة بالمحبة إلى غيرها: الخمر والسكر؛ وهما إشارة إلى حب غامر لنفس متعطشة إلى التجلّي، والتخلّي والتحلّي في ذات الوقت، وهي مواصفات المتصوّف الذي طلّق الحياة والتفت إلى من علّمه معنى الحياة".
من جهته، يلفت شطوطي إلى أن "هذه النسخة فيها الكثير من الإشارات والتنبيهات، منها على سبيل المثال، بلدة تبريز، التي هي بلدة شيخه شمس الدين الذي هو قبْلته في العلم والمعرفة، وبخاصة في التصوُّف، وذكره للقهوة، التي هي من الأشياء التي تجمع الأحباب على مائدة واحدة، وأيضًا النخلة والحمامة والصيام والهوى، كلُّها في مكانها المناسب، وهي مجتمعةٌ دلالاتٌ استعملها الشاعر الصوفي المريد لشيخه شمس الدين التبريزي".