13 يونيو 2020
"الدبكة بحلب" والعُرس في تل أبيب
بَهُتَتْ التصريحات السياسية وردود الفعل على إجرام نظام الأسد ضد السوريين، ولم تعد لمقررات جنيف أو تفاهمات أستانا وسوتشي قيمة فعلية، للحد من غطرسة متعالية للأسد وحلفائه الذين اختاروا موقعهم بجانب همجية مستمرة، ليست خيبة أمل للسوريين أن يتخلى عنهم العالم بسبب أو بدون سبب، لأن الإدراك التاريخي المفضوح لوظيفة النظام السوري، يُفهم منه كيف يشتري نفاق العالم المتحضر خدمات الوظيفة مقابل كرسي الحكم.
سيطر الأسد على أرياف حلب وإدلب بشكل وحشي، أُعد لها بتركيز عالٍ من الروسي والإيراني، واحتفى جمهوره وتمايل على وقع حطام المدن والقرى التي نزفت سيلاً كارثياً من اللاجئين والنازحين والضحايا، لم يغير الأسد ولا بوتين ولا خامنئي ولا نفاق العالم المتحضر سلوكهم، ولم تتغير دهشة السوريين حيال الموت المحيط بهم، ولم يتغير جلد أعدائهم سوى تصفيح مستمر ضد الإحساس بمآسيهم وضد تطلعاتهم بالحرية والكرامة.
مع تصميم موسكو مؤازرة وحشية الأسد وسيطرته باستعارتها إمبريالية أميركية، لإلحاق هزيمة بإرادة السوريين تحت ظلال البطش والدمار الواسع، يتبدى بشكل حاسم الفرق بين الأوهام والوقائع التي خبرها السوريين من نظام متسلح بقوة العصابات المستوردة والاحتلال دوماً لجبهته على عكس الجبهة المزيفة التي حاولت الظهور بمظهر المساند للسوريين في كل الحالات والمراحل التي مرّ بها الشعب السوري في أعوامه التسعة الماضية.
يرتسم الدم السوري علامة على طريقه، مواقف تتشرنق وتضمحل، وتبتعد المسافة بين الوهم والحقيقة، الشعب السوري عدو الأسد الطاغية قبل سيطرته وبعدها، هذه المسألة التي يعرفها السوريون جيداً الآن، هي نفسها التي حاولوا إفهامها للعالم أجمع بقدر كبير من حطامهم مع جثثهم المتناثرة في كل زاوية وتحت كل حطام وزنزانة، وهم لا يزالون يحتفظون بآمالهم، لم يعد أحد في الكون يمكنه إقناعهم بأن سورية المستقبل يمكن الولوج إليها مع أسدية محمية بثلاثة أو أربعة احتلالات، وكأن المسافة بين الاحتمالين قاسية ومعذبة، ومليئة بالفجيعة والجنون، والموت يطاردهم.
مئات الأشكال من الموت تعرض إليها السوريون، واستؤنفت آلاف المرات بكل المدن والبلدات، وفيهما تكمن خلاصة وعصارة المأساة، وتعني أن يُقذف بكل طموحات السوريين نحو الفراغ، تستحضر الهجمة على إدلب، كل صور الهمجية التي ذاقتها بقية المناطق في كل سورية دفعة واحدة، تتكرر إبادة العائلات والأطفال، صورة الغزاة الروس والإيرانيين وطياري الأسد، وصورة المتواطئين والمفاوضين والضامنين وفيتو موسكو والعربدة في مجلس الأمن، تتلاطم مع موجات البراميل والصواريخ، ويفيض نهر الدم مجدداً مع نغمة التمايل بنشوة عالية من سطوة السيطرة.
لا أحد يشارك الأسد المهووس وجمهوره وحلفائه بالسيطرة، إلا من فرك يديه فرحاً في تل أبيب من تبديد سطوة الطاغية على المجتمع السوري، فرحتان تختصران السيطرة المأمولة لوصول قوات الأسد على الحدود مع الجولان بما يضمن مجدداً أمن المحتل وإعادة سيطرته في الشمال، لتعيد الحلقة المتزعزعة من دائرة سلطة الأسد الى فلكها، حتى لو خاض المحتل عشر حروب أو أكثر مع المجتمع السوري ما كان له أن يحقق ما حققه طاغية السوريين من حطام لهم وفوقهم، فكيف له ألا يقيم عرساً من التطبيع ويفتح قاموس الأسد الهمجي ليترجم معانيه ويستعين به على فاشية خجولة من دروس وقاموس الأسدية.
قبل مارس/آذار 2011، الأسد الابن استكمل سيطرة أبيه على كامل المجتمع وجغرافيا سورية، ومع ذلك ثار السوريون في وجهه، والمحتل منذ سبعة عقود مسيطر على جغرافيا وأمن المنكوبين في فلسطين ومع ذلك لم تتغير معادلة الصراع بأن الاحتلال العنصري الاستيطاني هو عدو الشعب، والأسد المسيطر بحطام وفاشية لن تتغير صورته واسمه ووظيفته حتى لو أقام لها دبكة وولائم وشبكات تطبيع وتهنئة، فقط العرس في تل أبيب والحبور الظاهر فقط يجمع فرحتي الطاغية والمحتل بالسيطرة، فلن تَخدع حلقات الدبكة في حلب، وقبلها في ساحة الأمويين أعراس نتنياهو وإيدي كوهين بسيطرة مساندة للمشروع الصهيوني.
سيطر الأسد على أرياف حلب وإدلب بشكل وحشي، أُعد لها بتركيز عالٍ من الروسي والإيراني، واحتفى جمهوره وتمايل على وقع حطام المدن والقرى التي نزفت سيلاً كارثياً من اللاجئين والنازحين والضحايا، لم يغير الأسد ولا بوتين ولا خامنئي ولا نفاق العالم المتحضر سلوكهم، ولم تتغير دهشة السوريين حيال الموت المحيط بهم، ولم يتغير جلد أعدائهم سوى تصفيح مستمر ضد الإحساس بمآسيهم وضد تطلعاتهم بالحرية والكرامة.
مع تصميم موسكو مؤازرة وحشية الأسد وسيطرته باستعارتها إمبريالية أميركية، لإلحاق هزيمة بإرادة السوريين تحت ظلال البطش والدمار الواسع، يتبدى بشكل حاسم الفرق بين الأوهام والوقائع التي خبرها السوريين من نظام متسلح بقوة العصابات المستوردة والاحتلال دوماً لجبهته على عكس الجبهة المزيفة التي حاولت الظهور بمظهر المساند للسوريين في كل الحالات والمراحل التي مرّ بها الشعب السوري في أعوامه التسعة الماضية.
يرتسم الدم السوري علامة على طريقه، مواقف تتشرنق وتضمحل، وتبتعد المسافة بين الوهم والحقيقة، الشعب السوري عدو الأسد الطاغية قبل سيطرته وبعدها، هذه المسألة التي يعرفها السوريون جيداً الآن، هي نفسها التي حاولوا إفهامها للعالم أجمع بقدر كبير من حطامهم مع جثثهم المتناثرة في كل زاوية وتحت كل حطام وزنزانة، وهم لا يزالون يحتفظون بآمالهم، لم يعد أحد في الكون يمكنه إقناعهم بأن سورية المستقبل يمكن الولوج إليها مع أسدية محمية بثلاثة أو أربعة احتلالات، وكأن المسافة بين الاحتمالين قاسية ومعذبة، ومليئة بالفجيعة والجنون، والموت يطاردهم.
مئات الأشكال من الموت تعرض إليها السوريون، واستؤنفت آلاف المرات بكل المدن والبلدات، وفيهما تكمن خلاصة وعصارة المأساة، وتعني أن يُقذف بكل طموحات السوريين نحو الفراغ، تستحضر الهجمة على إدلب، كل صور الهمجية التي ذاقتها بقية المناطق في كل سورية دفعة واحدة، تتكرر إبادة العائلات والأطفال، صورة الغزاة الروس والإيرانيين وطياري الأسد، وصورة المتواطئين والمفاوضين والضامنين وفيتو موسكو والعربدة في مجلس الأمن، تتلاطم مع موجات البراميل والصواريخ، ويفيض نهر الدم مجدداً مع نغمة التمايل بنشوة عالية من سطوة السيطرة.
لا أحد يشارك الأسد المهووس وجمهوره وحلفائه بالسيطرة، إلا من فرك يديه فرحاً في تل أبيب من تبديد سطوة الطاغية على المجتمع السوري، فرحتان تختصران السيطرة المأمولة لوصول قوات الأسد على الحدود مع الجولان بما يضمن مجدداً أمن المحتل وإعادة سيطرته في الشمال، لتعيد الحلقة المتزعزعة من دائرة سلطة الأسد الى فلكها، حتى لو خاض المحتل عشر حروب أو أكثر مع المجتمع السوري ما كان له أن يحقق ما حققه طاغية السوريين من حطام لهم وفوقهم، فكيف له ألا يقيم عرساً من التطبيع ويفتح قاموس الأسد الهمجي ليترجم معانيه ويستعين به على فاشية خجولة من دروس وقاموس الأسدية.
قبل مارس/آذار 2011، الأسد الابن استكمل سيطرة أبيه على كامل المجتمع وجغرافيا سورية، ومع ذلك ثار السوريون في وجهه، والمحتل منذ سبعة عقود مسيطر على جغرافيا وأمن المنكوبين في فلسطين ومع ذلك لم تتغير معادلة الصراع بأن الاحتلال العنصري الاستيطاني هو عدو الشعب، والأسد المسيطر بحطام وفاشية لن تتغير صورته واسمه ووظيفته حتى لو أقام لها دبكة وولائم وشبكات تطبيع وتهنئة، فقط العرس في تل أبيب والحبور الظاهر فقط يجمع فرحتي الطاغية والمحتل بالسيطرة، فلن تَخدع حلقات الدبكة في حلب، وقبلها في ساحة الأمويين أعراس نتنياهو وإيدي كوهين بسيطرة مساندة للمشروع الصهيوني.