المعرض يتضمّن أعمالاً جمعت فيها الفنانة بين التصوير والطباعة بالحبر على قماش الكانفاس المخصّص للرسم، ويضمّ صوراً لعشرة من العاملات الوافدات إلى لبنان من بلدان مختلفة مثل أثيوبيا وبنغلادش وسيرلانكا والفلبين.
تضع الفنّانة موديلاتها (العاملات) في لوحات تاريخية أحياناً كما في لوحة "فتاة ترتدي قرط اللؤلؤ" للهولندي فيرمير والتي رسمها عام 1665، أو في أعمال تقارب اللوحات الاستشراقية عن المرأة العربية، أو في صور تموضعهن في طبقة اجتماعية ووظيفية مختلفة ليصبحن نجمات سينما أو جاز أو سيدات نبيلات في حجراتهن الفارهة، أو شخصيات سياسية.
تُعبّر الفنانة عن الطبقة في هذه الأعمال بالمظاهر، كالملابس والمكياج والإكسسوارات والهيئة التي تقف بها تلك الفتاة أو هذه السيدة، والتي تجعل منها سيدة مجتمع في نظر الآخرين.
أسماء اللوحات تؤكد على الملابس كجسر تعبر به المرأة مكانها من طبقة عاملة إلى برجوازية. سنجد "روبي بالقبعة"، و"بروكتايت بالأسود" وفيه تظهر الشابة كما لو كانت نجمة سينما من الأربعينيات، و"ماليت بالتاتو" تظهر الجانب الشقي من فتاة مراهقة.
أما صورة "فيرا بالأحمر" فتبدو فيها المرأة نجمة جاز أفروأميركية، و"ميلاني بالفرو الأبيض" وتظهر فيه المرأة سيدة أرستقراطية غارقة في رداء من الفرو. أما "نادين بالأزهار" فتبدو الشابة بثوبها الأبيض المنقّط بالأزهار كما لو كانت راقصة فلامنكو.
تقوم شرف الدين بعملية تغيير طبقي اجتماعي وثقافي في صورها، حيث تجلب ما هو مرئي ليصبح في مجال الرؤية، وتقدم كل عاملة من العاملات العشر بالطريقة التي تتخيل نفسها بها، وهؤلاء النساء، بأعمارهن المختلفة، يعملن بنظام الكفالة في لبنان، الذي ترى الفنانة أنه ليس إلا نظام عبودية حديث، واسترقاق تقع فيه هذه الفتيات تحت رحمة شخص يتحكم في حركتهن وحياتهن وأجورهن وأحلامهن الخاصة أيضاً.