"الحفرة"... دراما تركية للجمهور الواسع

يشدّ المسلسل المشاهد منذ الحلقة الأولى التي تقدم "الحفرة"، المكان الفقير في مدينة إسطنبول الضخمة، والتي تحكمها عائلة "كوشوفالي" التي ترفع شعار "الحفرة بيتنا وإدريس والدنا"، في إشارة إلى رب العائلة، ويلعب دوره الممثل والسينارست التركي المعروف، أركان كيسال، المهمة التي يتسلمها عنه بطل المسلسل، النجم التركي، أراس بولوت إينيملي، الشهير في العالم العربي باسم "الأمير بيازيد"، عن دوره في مسلسل "حريم السلطان". ويدخل على خطها النجم التركي أركان كولشاك كوستنديل، وأسماء أخرى لها رصيدها الفني في تركيا.

هذا المكان الخطر، "الحفرة" والذي لا تستطيع الشرطة دخوله، وتتسابق مافيات عدة على السيطرة عليه، تبرز فيه القصص الإنسانية. ما يحوّل سياق المسلسل من عالم الجرائم إلى "القيم" التي تمتلكها عائلات المافيا، فيعرض المسلسل مواقف تظهر التضامن بين أسر "الحفرة"، كاحترام الأكبر سنّا، والانضباط للقرار الجماعي. والأهم هو أن الحيّ عائلةٌ كبيرة على الجميع أن يرعاها. ويُعرَّف أفراد هذه العائلة انطلاقاً من الشعار/الرمز الذي يطبعه كل طفل يولد في الحي كوشم/تاتو على جسده، ليميزه "أخوة الحي" ويحموه عند وقوع المصائب.

الآن وبعد خمسة أشهر من عرض المسلسل (المستمر حالياً)، حظي "الحفرة" بانتشار واسع، ليس فقط على مستوى نسب المشاهدة، بل أيضاً من حيث جذبه للناس، لدرجة أنك تجد الوشم/شعاره مرسوماً على جدران البيوت في إسطنبول والمحلات التجارية وفي الأزقة، وحتى على أرجوحات لعب الأطفال في الحدائق. كما باتت تسوقه شركات هواتف وألبسة على منتجاتها. ما يطرح السؤال، هل يعكس تأثر الشارع التركي بـ"الحفرة" ميلاً لتبرير الجرائم؟ تجيب الكاتبة التركية، إيجا إر، بالقول إن "المسلسل يحمل تحليلات نفسية عميقة" حسب وصفها، لأن "المشاهد المتحمس للمسلسل عرف حالات مشابهة للوجوه في الحفرة في حياته، أو اقترب منها".

يدخل على الخط استعمال المسلسل لكل من الكرافيتي أو فن الشارع. ويحضر بقوة في ديكور "الحفرة.. الحي الخطير"، وفن "الراب" الذي يولد، كما يقال، في الشارع وينطلق من همومه، وغناء الروك الذي يعبر عن التمرد، وهي الصفات مجتمعة التي تجعل الكاتبة، إيجا إر، تصف المسلسل بأنه "قدم للجمهور ما يريده".