هاجمت مليشيا "الحشد الشعبي" بدعم من الحرس الثوري الإيراني، مدينة الحضر التاريخية، 80 كم جنوب غرب الموصل، مستبقة الهجوم بقصف كثيف بقذائف الهاون والصواريخ استهدف المدينة وقراها وأوقع عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، بينما أجبرت عشرات العوائل على النزوح هرباً من القصف وخوفاً من انتهاكات "الحشد".
وقال مصدر محلّي في الموصل لـ"العربي الجديد" إنّ "مليشيات الحشد وبواقع 8 آلاف مسلح باشرت، من ليلة أمس، بقصف مكثّف على بلدة الحضر والقرى المحيطة بها، وشنّت هجوماً، فجر اليوم، من عدّة محاور"، مبيناً أنّ "القصف أوقع عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، وأنّه تسبب بموجة نزوح كبيرة من البلدة وقراها".
وأضاف أنّ "القصف طاول أيضاً العوائل النازحة، وتسبب بقتل العديد منهم بينهم نساء وأطفال"، موضحاً أنّ "عدداً من جثث النساء والأطفال ما زال، حتى الساعة، بالعراء"، محذّراً من كارثة إنسانية ستحلّ بالمدينة وأهلها".
ودعا الحكومة المركزية ورئيسها حيدر العبادي والمنظمات الدولية بـ"التدخّل العاجل لوضع حدِّ لهذا الهجوم البربري، والذي لا يراعي طفلاً ولا امرأة ولا شيخاً"، مؤكداً أنّ "الأوضاع الآن مأساوية جدّاً والأهالي مشرّدون في الصحراء لا يعرفون الى أين يتوجّهون، وإذا تركت الحشد والحرس الثوري فإنّهم سيبطشون بالأهالي المدنيين".
من جهتها، قالت خلية الإعلام الحربي الحكومية، في بيان صحافي، إنّها "أطلقت صباح اليوم عمليات (محمد رسول الله) لتحرير قضاء الحضر والمناطق المحيطة به جنوب الموصل"، مبينة أنّ "القوات باشرت بفتح السواتر والتقدم نحو الأهداف المقصودة من ثلاثة محاور".
وأضافت، أنّ "هندسة الميدان باشرت بتطهير الطرق المؤدية إلى قضاء الحضر استعداداً لاقتحام القوات لقرى ما قبل الحضر لتطهيرها من عناصر (داعش)"، مبينة أن "طيران الجيش العراقي يباشر مع قوات الحشد الشعبي ويؤمن الغطاء الجوي الكامل للقوات المتقدمة".
وحثّ رئيس هيئة مليشيا "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس في تسجيل صوتي، المليشيات على "التقدّم نحو الحضر والثبات، حتى تحقيق النصر"، مؤكداً أنّ "الهجوم تزامن مع يوم المبعث النبوي".
يشار الى أنّ أهالي الموصل كانوا قد طالبوا رئيس الحكومة بمنع "الحشد" من شن هجمات على بلدات محافظة نينوى، محذرين من خطورة استغلالها (الحشد) الفرصة للبطش بالمدنيين.