"الجمعة الأسود" ترويج لثقافة الشراء والاستهلاك

إعداد: سهى أبو شقرا

AF321A18-5F9A-40C6-A87C-8B9F6C5BB161
إعداد: سهى أبو شقرا
28 نوفمبر 2015
FEF38F20-00A3-4F48-97D8-3D5639F5CEBB
+ الخط -
يمكن أن نسمي يوم "الجمعة الأسود"، يوم حمى الشراء، والدعوة للمزيد والمزيد من الاستهلاك. تجار التجزئة يريدون تصريف بضائعهم، ولو بأقل الأسعار، حتى لا تتكدس لديهم المنتجات لموسم قادم، والناس يتهافتون على الشراء قبل موسم الأعياد ويتصيدون العروض لذلك.

هو يوم استهلاكي بامتياز، المستهلك يشتري خلاله ما يحتاجه، وما لا يحتاجه بسبب انخفاض الأسعار. كما أن البائع يضمن بتلك الخطة الذكية وعروضه المغرية بيع ما تبقى من المنتجات لديه، التي كان قد صرّف منها في الأسواق الكميات الأكبر، والتي وفرت له أرباحاً على مدار العام.

ويشير موقع Black Friday إلى أن هذا اليوم ذو منشأ أميركي، أطلقته الولايات المتحدة في أسواق ولاياتها كتقليد سنوي للتسوق، يقام في اليوم التالي لعيد الشكر، والهدف منه خفض تجار التجزئة أسعار منتجاتهم، من أجل تشجيع الأسر على التسوق مع بدء موسم الأعياد والعطلات. ويصطف الناس لساعات من أجل الحصول على صفقات العام.

اقرأ أيضاً: بمناسبة "الجمعة الأسود".. أفضل 10 صفقات "رخيصة الثمن"

وتشير صحيفة ذا غارديان إلى أن يوم الجمعة الأسود غزا الأسواق البريطانية منذ خمس سنوات، حتى صار أكبر يوم للتسوق في بريطانيا على الإطلاق، حيث بدأت شركة أمازون في تقديم العروض التسويقية للبريطانيين عبر الإنترنت، تبعتها شركة أسدا في عام 2013، المملوكة من وول مارت أكبر بائعي التجزئة في الولايات المتحدة الأميركية، وليتحول بعدها إلى يوم تسويقي في المتاجر البريطانية.

ويقال إن هذا اليوم اتخذ اسم اليوم الأسود، لأن التجار كانوا يسجلون خسائرهم بالحبر الأحمر وأرباحهم بالحبر الأسود. ومن هنا تطرح علامات الاستفهام على المقولة التي تشير إلى أنه يوم من دون أرباح. كما أن هذه التسمية لا تزال مستخدمة على الرغم من أن الحسابات والموازنات باتت رقمية ولا استخدام للحبر فيها.

الكثير من دول العالم يتأثر نشاطها التسويقي وتجارة التجزئة فيها بهذا اليوم من دون شك، ومن المؤكد أن التسويق الواسع له بمشاركة كبريات وسائل الإعلام العالمية، سيجعله سنة تلو الأخرى يوماً منتظراً كأنه عيد رسمي أو موعد يصعب تفويت المشاركة فيه، وسيجتاح حتى الدول الأفقر في العالم.

إن المتخصصين في دراسة الأسواق وقياس ثقافة الاستهلاك، وأسباب إقبال الناس على الشراء في مواسم خفض الأسعار، يشيرون إلى أن الناس يشترون بمبالغ أكبر وبكميات تزيد على حاجاتهم الفعلية خلال تلك العروضات، وذلك نتيجة أسلوب التسويق للمنتجات.

يوم الجمعة الأسود، يوم إضافي لإغراق الناس في دوامة الشراء التي لا تنتهي، ما يجعلنا نسأل عما إذا كانت مليارات الدولارات التي تنفق في يوم الجمعة الأسود عبر العالم، تصب في خدمة الناس ومصلحتهم، كيف؟

اقرأ أيضاً: الجمعة الأسود في العالم
المساهمون