أصدر المجلس الشرعي في "الجبهة الإسلامية"، اليوم الأربعاء، بياناً مفصّلاً عن رؤيته قتال "داعش" اطّلعت "العربي الجديد" على نسخة منه، بعد 3 أشهر ونيّف على احتدام القتال بين الجبهة والدولة الاسلامية في العراق والشام.
وتُعدّ "الجبهة الإسلامية" أكبر تجمّع للتشكيلات المقاتلة ذات التوجّه الإسلامي. وشاركت كتائب منها إلى جانب فصائل أخرى في قتال "داعش" وطردها من مدن وبلدات عدّة، ولا سيما في محافظات إدلب وحلب ودير الزور.
وبعد شرح جذور الخلافات مع "داعش"، قسّم المجلس الشرعي لـ"الجبهة الإسلامية" عناصر "داعش" إلى 4 فئات؛ "الأولى تضم كبار أمراء التنظيم، ممن كفروا معظم مخالفيهم واستباحوا دماءهم وأموالهم، والثانية ضمت بعض كتائب الدولة، ممن رفضت تكفير المجاهدين، ولكنها لم تخضع لحكم الشرع ولم تقبل بالصلح، وقاتلت المجاهدين قتال المسلمين لا الكافرين"، حسب وصف البيان.
أما الفئة الثالثة، فتضمّ "مجرمين ولصوصاً وقطّاع طرق ممن بايعوا "داعش"، ففرّوا من العقاب، وأمّنوا حماية التنظيم لهم باعتبارهم صاروا أعضاء فيه.
والفئة الرابعة والأخيرة: هي مجموعة اعتزلت قتال المجاهدين وقبلت بالصلح وتحكيم الشريعة. وفق تعبير البيان.
وخلص المجلس الشرعي في "الجبهة الإسلامية" إلى شرعية قتال الفئات الثلاث الأولى، مشدداً في الوقت ذاته على ضبط القتال بـ"أخلاقيات الإسلام"، ومنها عدم قتل أسير أو جريح، وعدم اغتنام الأموال الخاصة، والحفاظ على الأعراض، وعدم الاستعانة على قتالهم بكافر.
جاءت رؤية الجبهة الإسلامية لقتال "داعش"، فيما يستمر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام في سياسة تدمير الأضرحة في أماكن سيطرته.
واستفاق سكان الرقة، فجر الأربعاء، ومعهم كثير من السوريين، على خبر يفيد بإقدام تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" على تدمير ضريحي، عمار بن ياسر، وأويس القرني، في المحافظة.
وقد نشرت صور تبيّن تدمير منارات مقام القرني، بتفجيرها، بدعوى أنه "مقام شركّي"، وأن وجوده ينافي التوحيد، حسب معتقدات التنظيم. ولم تُبثّ أي صور من مقام بن ياسر، علماً أن المحافظة تخضع لسيطرة شبه تامة من التنظيم، الذي يشدد كثيراً على النشاط الإعلامي.
وسبق أن دمّر التنظيم مقامات وأضرحة عدّة، وخصوصاً في محافظتي الحسكة (شمال شرق)، وريف حلب (شمالا)، متذرّعاً بالحجة نفسها، التي تعتبر الأضرحة مناقضة لشريعة التوحيد.
وسقطت الرقة في أيدي كتائب مختلطة من المعارضة في آذار/مارس 2013. ولم يبق للنظام فيها سوى جيوب قليلة، أهمّها مقر الفرقة "17" ومطار الطبقة العسكري، لكن الاقتتال بين "داعش" وفصائل أخرى معارضة مطلع العام الحالي، أتاح للتنظيم طرد جميع الفصائل من المحافظة، وإخضاعها لسلطته. واستند الى تمتّعه بالوجود العسكري الأكبر فيها مقارنة مع باقي فصائل المعارضة.
في هذه الأثناء، تواصل الكتائب الإسلامية تقدّمها في قرى ريف اللاذقية، إذ تمكن المقاتلون من ضم بلدة جديدة إلى سيطرتهم، وهي قرية النبعين المجاورة لمدينة كسب، التي سبق للكتائب أن حرّرتها مع معبرها الحدودي، وطردت القوات النظامية منهما.
ونظراً لما تشكّله معارك الساحل من أهمية بالغة، أتت بعد مطالبات متكررة من ناشطي الثورة السورية، فقد مثّلت هذه المعارك على ما يبدو فرصة للبعض لجمع الأموال باسم "دعم جبهة الساحل"، من دون أن يكون لهم علاقة بالقضية، حسب ما ورد على لسان كتائب "أنصار الشام" التابعة للجبهة الإسلامية.
وذكر بيان صادر عن "أنصار الشام" أن: هناك من يجمع التبرعات باسم كتائب أنصار الشام في كل من مدينتي الريحانية وأنطاكيا التركيتين، ونحذّر هذا الشخص الذي اكتفت بذكر الأحرف الأولى من اسمه "ن-ق-م" بأن يتّقي الله في أموال المسلمين، وفي حال عدم توقفه سنحاكمه في المحاكم الشرعية".
وتشارك "أنصار الإسلام" التابعة لـ"الجبهة الإسلامية" في معارك الساحل، إلى جانب كل من "جبهة النصرة" وفصيل "شام الإسلام"، وهي الكتائب الوحيدة المساهمة في "معركة الأنفال" التي تدور رحاها في ريف اللاذقية الشمالي.