"التنين البمبي"... إلى الحريّة أخيراً

16 سبتمبر 2014
سُجن 3 مرات بسبب نشاطه السياسي (فرانس برس)
+ الخط -
للمرة الثالثة على التوالي، ينتصر الناشط السياسي المصري، علاء عبد الفتاح، على سجّانيه، ويحصل على إخلاء سبيل، رغماً عن الاتّهامات المنسوبة إليه، والأحكام بالحبس الصادرة ضدّه. 

حصل عبد الفتاح وناشطون آخرون، أمس الإثنين، على حكم بإخلاء سبيلهم ودفع كفالة ٥ آلاف جنيه، على خلفيّة قضيّة التظاهر أمام مجلس الشورى، في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ليودّعوا بذلك عنبر ثورة 25 يناير في السجون والمعتقلات المصرية، وينضموا إلى كتائب الثورة المتأججة في الشارع المصري من جديد.

وعبد الفتاح، مدوّن ومبرمج حواسيب، وناشط سياسي من أسرة حقوقيّة "خالصة". والده مؤسّس "مركز هشام مبارك للقانون"، أحمد سيف الإسلام، وقد رحل أواخر شهر أغسطس/آب الماضي، فيما كان علاء سجيناً.

والدته، أستاذة الرياضيات ليلى سويف، عضو مؤسّس في "حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات"، وخالته الكاتبة الصحافية أهداف سويف. كذلك، تنشط شقيقته منى سيف في المجال الحقوقي، وهي مؤسّسة مجموعة "لا للمحاكمات العسكريّة"، أمّا شقيقته الصغرى سناء، فما زالت معتقلة حتى الآن، على خلفيّة القضيّة المعروفة إعلامياً بـ"متظاهري الاتحاديّة"، التي نظّمها عدد من الشباب للمطالبة بالإفراج عن شقيقها علاء.

وكانت قوات الأمن أفرجت مؤقّتاً عن علاء وسناء، لزيارة والدهما، بعد أن دخل في غيبوية وفقد الوعي في مستشفى "قصر العيني الفرنساوي"، قبل وفاته بأيام، ثم أفرجت عنهما ثانيةً في جنازته ونقلتهما مباشرة إلى المدافن. وكان الإفراج المؤقّت الثالث عنهما، في عزاء الفقيد الذي أقيم في مسجد عمر مكرم في ميدان التحرير، وغادراه إلى السجن وهما يهتفان "يسقط حكم العسكر".

وأعلن عبد الفتاح إضرابه عن الطعام، اعتراضاً على اعتقاله، بعد عودته من زيارة والده في المستشفى، وفعلت شقيقته الأمر ذاته، بعد عودتها من عزاء والدها. ثم دخلت كل من والدتهما وشقيقتهما منى في إضراب تضامني عن الطعام، مع كافة المضربين عن الطعام في السجون المصريّة، في معاركهم ضد النظام، في سياق ما عُرف بمعركة "الأمعاء الخاوية".

وسبق لعبد الفتاح، أن اعتُقل ثلاث مرات، في وقت سابق. الأولى في عصر الرئيس المخلوع، حسني مبارك، عام 2006، أثناء تضامنه مع اعتصام قضاة "تيار الاستقلال" في مصر، والمرّة الثانية في عهد المجلس العسكري عام 2011، على خلفية محاكمته عسكرياً بعد اتهامه في أحداث ماسبيرو، والثالثة كانت بعد تظاهرة مجلس الشورى، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وبرغم حصوله على إخلاء سبيل في القضية، قضى حكم غيابي بسجنه 15 عاماً، قبل أن يحصل على حكم بإخلاء سبيله، أمس الإثنين.

يُذكر أنّ عبد الفتاح متزوّج من المدونة والناشطة، منال حسن، ابنة مؤسّس "مركز القاهرة لحقوق الإنسان" بهي الدين حسن، ولهما طفل أسمياه خالد، تيمناً بشهيد الطوارئ، خالد سعيد، وأبصر النور أثناء اعتقال والده في فترة حكم المجلس العسكري، ليحتفل بعيده الثاني خلال سجن والده في قضيّة تظاهرة مجلس الشورى.

وأطلقت الخبيرة في لغة الجسد، شادية متولي، لقب "التنين البمبي"، على علاء عبد الفتّاح، لكونه "شديد التواضع والإحساس بالغير، اجتماعي جداً وخجول في الوقت ذاته".

المساهمون