"التكتل" التونسي يجدّد شبابه وينتقل إلى المعارضة

25 ابريل 2015
فريق عمل جديد لإدارة الحزب (فرانس برس)
+ الخط -

يسعى حزب "التكتل" التونسي الذي يقوده رئيس مجلس النواب السابق مصطفى بن جعفر، والذي مُني بهزيمة فادحة في الانتخابات التشريعية والرئاسية في صيف 2014، إلى إعادة ترتيب بيته الداخلي وتنظيم صفوفه من جديد. الحزب قرر توزيع المهام والمسؤوليات داخله ووضْع فريق شبابي وقيادات نسائية على رأس الحزب، بعد موجة الاستقالات التي شهدها منذ أيام، إضافة إلى الاستعداد لعقد مؤتمر استثنائي من المُنتظر أن يكون في أواخر 2015.

ويبدو أن الإعلان عن القيادات الجديدة والهيكلة الجديدة للحزب جاء كرد على بعض التأويلات التي تحدثت عن نهاية حزب "التكتل". وتؤكد الأمينة العامة المساعدة الجديدة في "التكتل" هالة علولو لـ "العربي الجديد" أنّ الحزب اختار الوقوف في صف المعارضة، وأنّ الانتخابات التي نظّمها الحزب أخيراً أسفرت عن بروز فريق عمل جديد يضم وجوهاً شابة ونسائية، مضيفة أن أغلب هذه الوجوه قد لا تكون معروفة على الساحة السياسية، ولكنها تتميز بطاقات جديدة وبروح المسؤولية.

وتوضح الأمينة العامة المساعدة لـ "التكتل" أنّ الحزب بصدد بناء قوة سياسية واجتماعية قد تكون بديلاً لمشروع الحكم الحالي، والذي تعتبر أنه يتكوّن من حزب "النداء" وحركة "النهضة"، مضيفة "نريد طرح البديل في الساحة السياسية، ونسعى إلى تجميع القوى الاجتماعية والديمقراطية التي تستجيب إلى تطلّعات التونسي وتعمل على عدالة اجتماعية، وسنسعى في مرحلة أولى إلى توحيد الصفوف ثم سنقوم بتكوين جبهة انتخابية موّحدة".

ويبدو أنّ الاهتمام بالشأن الداخلي للحزب وإعادة ترتيب البيت الداخلي، لم يمنع القيادات الجديدة من تقييم الساحة السياسية، وفي هذا الصدد تؤكد علولو أنه لا بد من دق جرس الإنذار، في ظل وجود نقائص عديدة في الأداء الحكومي، مشيرة إلى أن "العمل الحكومي حالياً يتسم بالضبابية وبغياب واضح لبرنامج ورؤيا تُمكّن من القيام بإصلاحات جذرية وهيكلية"، معتبرة "أنّ المحاولات الحالية هي محاولات فردية للوزراء، في ظل غياب واضح للانسجام بين أعضاء الفريق الحكومي ككل".

وتنتقد علولو "بطء عمل مجلس النواب وتعثّر إرساء الهيئة العليا للقضاء، وغياب الجدية في التعامل مع هذا الموضوع"، مندّدة كذلك "بمشروع قانون زجر الاعتداءات على الأمنيين"، داعية "لسحبه وإعادة صياغته". وتوضح أنّ روح الفصل 49 من الدستور الخاص بالحريات سيكون مهددا،ً وأن هناك خرقاً واضحاً للدستور إذا ما طبّق هذا القانون.

اقرأ أيضاً: أحزاب تونس تدفع فاتورة الانتخابات

أما القيادي في "التكتل" محمد بنور، الذي انسحب من منصب المتحدث الرسمي باسم الحزب، فيقول لـ "العربي الجديد" إنّ "التكتل استفاد كثيراً من أخطاء الماضي، ومن تجربة الحكم السابقة"، مؤكداً "أن هناك إرادة واضحة للتغيير، واستيعاب الدرس من الانتخابات السابقة".

ويشير إلى أن المكتب السياسي الجديد يضم 28 عضواً، وإلى أن وضع قيادات جديدة شبابية ونسائية يظهر الإرادة الواضحة على التغيير، لافتاً إلى أن "عملاً كثيراً ينتظرهم على المستوى المناطقي والمحلي قبل المؤتمر الاستثنائي المقبل".

ويرى بنور أن التكتل سيستعيد قوته من جديد، بطريقة تعكس تمثيله الحقيقي وموقعه في الساحة، مشدداً على أن "التأخر في الإصلاح والقيام بتغييرات في هيكلة الحزب سببه المرحلة الانتقالية التي مرت بها تونس، والانهماك في العمل التأسيسي والصراعات حول التوافق، بالإضافة إلى وضع البلاد العام الذي عطّل بعض الإصلاحات داخل الحزب، وجعل التكتل في وضع غير مريح".

ويؤكد أن "التكتل غير نادم على تجربة "الترويكا" فإنجاز دستور يجمع التونسيين، والمساهمة في الخروج من المرحلة الانتقالية هو تحدٍ في حد ذاته"، كاشفاً أن سبب تخليه عن منصب المتحدث الرسمي باسم الحزب، يعود إلى قيامه بمراجعة ذاتية بعد عمل استغرق 4 أعوام في المهمة، ولافتاً إلى أنه "يريد ترك الفرصة للقيادات الشابة؛ مما يمكنه من التعبير عن آرائه بكل حرية من دون الالتزام بالخط السياسي للحزب".

وحول غياب رئيس الحزب مصطفى بن جعفر، يقول بنور إنه "في فترة تأمّل حالياً، وسيختار الوقت المناسب للعودة".

أما المتحدثة الرسمية الجديدة باسم "التكتل" دنيا عصمان، فتعتبر أنّ الشعار الجديد للتكتل هو "جيل جديد... سياسة جديدة" وهو شعار الشباب الديمقراطي، لافتة إلى أن التكتل تبنّاه لأنه يعكس روحاً جديدة داخل الحزب. وتشير إلى أن العملية التقييمية للحزب تعكس إرادة واضحة في التغيير وفي الاستفادة من الماضي، موضحة أنّ الحزب يستمع إلى جلّ الانتقادات، وأنه تم الشروع في إصلاحات حقيقية.

اقرأ أيضاً: صيف سياسي ساخن للأحزاب التونسية

دلالات
المساهمون