"التسمم الغذائي".. حصن نفسك من أمراض الصيف

01 يونيو 2015
يمكن الوقاية من التسمم بإجراءات سهلة (العربي الجديد)
+ الخط -
يزداد تلوث الطعام بالجراثيم الممرضة كلما ارتفعت درجة حرارة الجو، لأن الجراثيم تتكاثر بشكل أسرع في الأجواء الدافئة والرطبة.
وفي إطار تناول أهم المشكلات الصحية التي يمكن أن تصيب الإنسان في أشهر الصيف، بهدف التعرف إليها وإلى طرق الوقاية منها، من الضروري التعرض لـ "التسمم الغذائي" الذي يكثر في هذه الفترة من السنة.

والتسمم الغذائي نعني به مجموعة الأمراض التي قد تصيب أيًّا منا إذا تناول طعاماً ملوثا بالأحياء المجهرية، وهي غالبا من الجراثيم (الباكتيريا). وهذه الأحياء المجهرية تحب أن تعيش وتتكاثر في الأجواء الحارة والرطبة.

وبينما تحدث معظم حوادث التسمم من تناول الطعام في المطاعم، إلا أنها قد تحصل أيضاً في البيت، إن لم تراع شروط النظافة في تحضير الطعام أو تناوله أو تخزينه.
وتشمل أعراض التسمم الغذائي: الإسهال والغثيان والإقياء والحمى، وكذلك المغص أو الألم المعدي، وكذلك نقص الشَّهية أو فقدانها. بالإضافة إلى الألم العَضلي والقشعريرة أو النَّوافض.
وقد تبدأ هذه الأعراض أو بعضها بعد ساعات إلى أيام من تناول الطعام الملوث، كما أنها تدوم من ساعات إلى أيام (بل أسابيع)، وذلك تبعا للعامل الممرض، ولكمية الطعام الملوث المتناول، ولعمر وصحة المصاب.

ويعتبر المسنون والأطفال والحوامل، والمصابون بالأمراض المزمنة مثل داء السكري وقصور القلب أو الكليتين أو الكبد، والسرطان، هم الأكثر استعداداً للإصابة بالتسمم الغذائي.

* ما العوامل المسببة له؟
يحدث تلوث الطعام بالجراثيم في أي مرحلة من مراحل تحضيره، من الزرع والحصاد (بالنسبة للنباتات)، إلى التخزين (بالنسبة للنبات والحيوان) أو النقل أو الطبخ.
وأغلب مصادر التلوث تأتي من تناول الطعام الخام غير المطبوخ (كما هي الحال في أطباق السلطة)، لأن العوامل الحية الممرضة تكون ما زالت فيه، أو من تماس الطعام المعد للأكل بطعام ملوث.
وتقسم العوامل الممرضة المجهرية إلى جراثيم (باكتيريا) -وهي الغالبية- وحمى راشحة (فيروسات) وطفيليات، ويبلغ عدد الأنواع الأكثر انتشارا منها حوالي العشرة.

* ما عواقب التسمم الغذائي؟
أهم العواقب تتمثل في الإصابة بالتجفاف نتيجة الإسهالات المتكررة التي تفقد المصاب حصة كبيرة من ماء الجسم وأملاحه، التي يحتاجها في كل عمليات الجسم الفيزيولوجية.
وكثيرا ما يستطيع الإنسان الصحيح الجسم أن يتدارك هذا النقص بشرب السوائل، بخاصة إن كانت درجة التسمم لديه خفيفة، ولكن معظم المسنين والأطفال وذوي العلل المزمنة يحتاجون لتعويض هذه الخسارة عن طريق الوريد، تحت إشراف طبي في المستشفى، وقد تؤدي حالات التجفاف الشديدة في بعض المرضى للوفاة.

وهناك بعض حالات التسمم ذات الخطورة العالية بالنسبة لفئات خاصة من المرضى، مثل التسمم بالجرثومة Listeria التي تزيد فرص الإجهاض لدى الحامل أو وفاة الجنين في الرحم، ومثل التسمم بالجرثومة (E. coli) التي قد تخرب الكليتين في الأطفال.

اقرأ أيضا التجفاف: لا تجعل حرارة الصيف تضر صحتك

* كيف نقي أنفسنا من عواقب التسمم؟
إن طرق الوقاية من التسمم الغذائي بسيطة وباستطاعتنا جميعا تطبيقها. وتشمل:
- غسل الأيدي جيدا بالماء والصابون قبل تناول أي طعام وقبل تحضير أي وجبة.
- تنظيف كل الأدوات التي نستخدمها في تحضير أو تناول الطعام بالماء المغلي والصابون.
- الفصل بين اللحوم النية غير المطبوخة وبقية أنواع الطعام المعدة للأكل، سواء عند التحضير أو التخزين.
- تسخين الطعام إلى درجة الحرارة الكافية لقتل الجراثيم وتحييد زيفانها، فاللحوم مثلا يجب أن تطبخ لدرجة لا تقل عن 70 مئوية.
- على سيدة البيت أن تضع الطعام المعد للأكل في البراد خلال ساعة أو ساعتين من شرائه أو تحضيره (تقصر الفترة الآمنة كلما كان جو الغرفة أكثر دفئا).
- نقل الطعام المجمد إلى البراد لبضع ساعات، قبل نقله إلى جو المطبخ الدافئ.
- نقل كل ما تبقى من طعام بعد تناول الوجبة إلى البراد، ولا تتركه في الأجواء الدافئة أكثر من ساعة.
- في حال كان هناك أدنى شك في سلامة الطعام المحضر (مثلا إذا ترك الطعام في جو البيت العادي فترة طويلة) على سيدة البيت أن تتخلص منه دون تردد.
وكما أسلفنا، يجب أن تطبق هذه التوصيات خاصة إذا كان المعنيون بها من المسنين أو الاطفال أو المرضى، كما يحسن بهؤلاء تجنب ارتياد المطاعم العامة في أشهر الحر ما استطاعوا.

* ماذا تفعل إن شككت بإصابتك بالتسمم؟
تخف أعراض التسمم غالبا من تلقاء نفسها، لكن أكثر ما يخشى منه حدوث التجفاف لدى المريض، لأنَّه يجعل الحالة أسوأ ويطيل فترة الشفاء والتعافي.
وينجم التجفافُ عن فقدان سَوائل الجسم بسبب القيء والإسهال. ويكون الهدفُ هو تناول ما لا يقل عن لترين من الماء خلال اليوم، فضلا عن كوب من الماء تقريبا بعد كل تغوط مع إسهال.
ويمكن استعمالُ مَحاليل الإماهَة rehydration الفموية التي تتوفَّر في الصيدليات، حيث يجري حل مسحوق الإماهة في الماء وفقَ الإرشادات الموجودَة على عبوة المسحوق أو حسب توصيات الطبيب أو الصيدلاني. وتوفر هذه المحاليل ما يحتاج إليه الجسم من سكر وملح ومعادِن هامَّة أخرى.
ويمكن الاستفادة من بعض النصائح للتكيُّف مع الأعراض وتسريع الشِّفاء، منها:
- عليك بالراحة وشرب الماء بكثرة.
- تناول وجبات صَغيرة متكرِّرة، وذلك أفضل من تناول ثلاث وجبات كبيرة.
- الاعتماد على الأطعمة التي يسهل هضمُها، مثل الخبز المحمص والموز والأرز والتفاح، إلى أن تشعر ببدء التحسن.
- تجنب كل ما يلبك المعدة والأمعاء من طعام (الدهون، الحوامض، البهارات، القهوة).
- يستفيد البعض من مص قطعة من الماء المجمد (الثلج) أو شرب مياه غازية منزوعة الكافيين.
فإذا وجدت تحسنا ملحوظا في وضعك الصحي، أمكنك معاودة الأكل تدريجيا، لكن إذا عاودك الغثيان، لا بد من التوقف عن تناول الطعام.

وعادة لا يحتاج معظم المصابين بالتسمم الغذائي للذهاب إلى الطبيب، لكن يجب الانتباه إذا حدثت تطورات قد يكون لها نتائج غير حميدة، ولذلك ننصحك باللجوء للطبيب في الحالات التالية:
- إذا استمر الإسهال أكثر من يومين أو صاحبه النزف.
- إذا استمر الأقياء بحيث لم تستطع إبقاء الطعام والشراب في معدتك.
- إذا أصابك ارتفاع في درجة الحرارة (فوق 38 مئوية).
- إذا بدت عليك أعراض التجفاف الشديد.
- إذا أصبت بآلام غير محتملة في بالبطن أو ظهرت لديك أعراض عصبية لم تكن موجودة.

اقرأ أيضا: أفضل المأكولات في الصيف

* كيف يتم التشخيص والعلاج لدى الطبيب أو المستشفى؟
بعد أخذ القصة المرضية والفحص السريري، يطلب الطبيب عادة فحوصات دموية لتقدير درجة التجفاف وتأثير الجراثيم الممرضة، كما يطلب تحليلا للبراز (زرع عينة من البراز) لمعرفة العامل الممرض.
ولعل أهم خطوتين في العلاج بالمستشفى هما تعويض السوائل والأملاح المفقودة عن طريق حقنها بالوريد، وإعطاء الصادات المناسبة التي يتم تحديدها حسب نتائج زرع البراز.

اقرأ أيضا: حقائق هامة عن الماء والصحة
المساهمون