لا تتوفر إحصاءات دقيقة حول حجم الاستثمارات التي يشهدها قطاع الترفيه في المملكة العربية السعودية، أو التي يمكن أن تضخ مستقبلاً، أو إحصائية عن حجم الإنفاق من قبل المواطنين والوافدين، وذلك على الرغم من النمو الهائل الذي يشهده القطاع. غير أن خبراء يؤكدون، لـ"العربي الجديد"، أن حجم الإنفاق على السياحة الداخلية في المملكة شهد نمواً خلال العام2014 بنسبة 14.5% مقارنة بالعام 2013، إذ وصل إجمالي الإنفاق إلى 103 مليارات ريال سعودي مقارنة بـ59 مليار ريال في 2013، يستحوذ قطاع الترفيه منها على نصيب الأسد.
ويتوقع خبراء في القطاع، من بينهم الرئيس التنفيذي لمجموعة سدكو، أنيس مؤمنة، أن يصل حجم الاستثمار في قطاع السياحة الداخلية إلى نحو 50 مليار ريال خلال العام الحالي.
ويتوقع خبراء في القطاع، من بينهم الرئيس التنفيذي لمجموعة سدكو، أنيس مؤمنة، أن يصل حجم الاستثمار في قطاع السياحة الداخلية إلى نحو 50 مليار ريال خلال العام الحالي.
مشاريع مبتكرة
تتصدّر مجموعة عبد المحسن الحكير للسياحة والترفيه، الاستثمار في القطاع بأكثر من ملياري ريال سعودي، عبر عدد من المدن الترفيهية تتجاوز 50 مدينة موزعة في أرجاء المملكة، ونحو 4 آلاف لعبة متطورة بمعدل 10 ملايين زائر سنوياً.
يقول رئيس مجلس إدارة المجموعة، مساعد بن عبد المحسن الحكير، لـ"العربي الجديد": "بدأ نشاطنا في العام 1978 باستثمارات لم تتجاوز 500 ألف ريال، وفق رؤية الوالد عبد المحسن الحكير، تتلخّص في رسم الابتسامة على وجوه الأطفال وأسرهم، وتوفير سبل الترفيه لأبناء المجتمع السعودي بغض النظر عن الربح المتوقع".
ويضيف: "نقدم خدماتنا الترفيهية من خلال مشاريع مبتكرة ومتنوعة، منها: سلسلة مراكز سباركيز المتخصصة في ألعاب الكمبيوتر الجماعية، وألعاب الإثارة الميكانيكية التي تعوّد الشباب على المثابرة، بالإضافة إلى مدينة متروبولس الترفيهية، التي تتميّز بألعاب التسلّق والرياضة والقطار الحلزوني، وسلسلة مراكز ديجيتال لاند والتي تقدم برامج وألعاب تنمي الخيال العلمي وتعتمد على ديكورات الكترونية وأنظمة واقع افتراضي".
ويلفت الحكير إلى أن مراكز سباركينو مخصصة للأطفال دون الثامنة لتنمية مهاراتهم الحركية، واللعب الجماعي، فضلاً عن المدن الترفيهية المفتوحة التي تجتمع فيها العائلات صغاراً وشباباً وكباراً.
ويوضح أن صناعة الترفيه لا تقتصر على الملاهي والألعاب، بل تتضمن أيضاً سياحة المهرجانات، ورياضة السيارات وسباقات الخيل والهجن وغيرها من الفعاليات التي تنعش الاقتصاد الكلي للمملكة وتوفر فرص عمل واعدة للشباب السعودي.
ويتابع: تتمتع المملكة بمقومات سياحية فريدة، تمكنها من تنمية سياحة الترفيه، حيث تمتلك 3 آلاف كيلومتر من الشواطئ على الخليج العربي والبحر الأحمر، الأمر الذي يشكل أساساً لانتعاش رياضة الغوص، بالإضافة إلى سلاسل جبلية متنوعة يمكن استغلالها في تنمية رياضة القفز بالمظلات.
كما أن المملكة تنعم باستقرار سياسي واقتصادي وأمني يجعلها بيئة مؤاتية لضخ المزيد من الاستثمارات لإنعاش السياحة الداخلية وعلى رأسها الترفيه والمطاعم، ما يوفر الكثير من الأموال التي تخرج إلى دول مجاورة بحثاً عن الترفيه.
منتج متميّز
من جهته، يقول الرئيس التنفيذي لمجموعة عبد الله العثيم القابضة للسياحة والترفيه، فهد العثيم، إن هناك 9 مدن ترفيهية تحت مسمى "سفوري لاند"، تقدم خدماتها للعائلات السعودية وزائري المملكة، على مدار الأسبوع، وتشهد تنوعاً في برامجها وفعالياتها لتلبي كافة الأذواق والاحتياجات، وكذلك المراحل العمرية المختلفة.
ويضيف، لـ"العربي الجديد": "تقدم مدننا الترفيهية عروضاً بهلوانية وشخصيات كرتونية مبتكرة، بالإضافة إلى السيرك والألعاب الحديثة ومسرح البعد السابع، والطبق الطائر، والتزلج على الجليد، والقطار السريع ولعبتي الدسكفري والديسكو".
ويلفت العثيم إلى أن المجموعة تراعي في اختياراتها تحقيق الهدف المرجو من الترفيه وهو الترويح عن النفس وفي الوقت ذاته جوانب تربوية تساعد الصغار على حب الاستكشاف، والشجاعة والإقدام.
وحول الاستثمارات المستقبلية في مجال الترفيه، يقول فهد: "نستعد خلال الأشهر القليلة المقبلة لافتتاح مدينة فهد الترفيهية العملاقة في العاصمة الرياض"، بالإضافة إلى ضخ استثمارات هائلة، رفض الإفصاح عن حجمها، لإنشاء 25 مشروعاً ترفيهياً في مختلف أرجاء المملكة، يتم الانتهاء منها بحلول العام 2017.
ويكشف العثيم عن سعي المجموعة للتوسّع في مشروعاتها خارج حدود المملكة، وذلك بإنشاء مدن ترفيهية عملاقة في كل من مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر.
ويختتم حديثه بالقول: نسعى لتقديم منتج سياحي ترفيهي متميّز بأسعار تنافسية، تبدأ من ريال واحد، وفي الوقت ذاته نراعي أفضل المعايير العالمية في اختيار الأماكن، والسلامة والأمان، مع الحفاظ على خصوصية المجتمع السعودي.
وتوضح الخبيرة الاقتصادية أمل العليان، أن المملكة تولي أهمية خاصة لصناعة السياحة بشكل عام، سواء كانت سياحة داخلية أو خارجية، وتولي صناعة الترفيه أولوية، وتتطلع إلى استشراف آفاقها المستقبلية.
وترى العليان أن البيئة السعودية تفرض أنماطاً معينة من الترفيه تختلف عن نظيراتها في أميركا وأوروبا، نظراً لقسوة عوامل الطقس والحرارة، والتضاريس الجغرافية، ولذلك تنمو صناعة الترفيه في المجمعات التجارية العملاقة والمدن الترفيهية المغلقة، والمطاعم، والمهرجانات السياحية والثقافية، التي تستوعب الكثير من العائلات الباحثة عن المتعة.
وتتوقع العليان أن تنمو هذه الصناعة خلال السنوات المقبلة بشكل مذهل مع قناعة المستثمرين بأنه أصبح القطاع الأكثر ربحية والأسرع نمواً، والذي يشهد إقبالاً واسعاً من كل الفئات العمرية.
وتؤكد العليان على ضرورة أن تتكاتف جهود القطاع الخاص مع الجهود الحكومية من أجل ضخ المزيد من الاستثمارات في قطاع الترفيه السياحي، والعمل لبناء رؤية مستقبلية تضمن التنوع والثراء الفكري والثقافي.
إقرأ أيضا: النفط وأزمة اليمن