"البيئة التونسية" تفنّد تصريحات خبير بيئي حذر من زلزال مدمر

08 اغسطس 2018
لا خطر من وقوع أي زلزال (تويتر)
+ الخط -

فنّد المدير الجهوي للبيئة بولاية القيروان التونسية، لطفي العبيدي، تصريحات الخبير الدولي في مجال الطاقة والبترول والطاقات المتجددة والباحث في مجال الفيزياء الجيولوجية، مصطفى العيساوي، الذي تحدث عن احتمال وقوع زلزال مدمر قريبا في القيراون نتيجة الدخان المتصاعد من باطن الأرض بمنطقة المتبسّطة، وهي التصريحات التي أثارت مخاوف العديد من التونسيين.

ونفى العبيدي وجود أي تهديد بيئي وشيك، مبينا في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الدخان المتصاعد من أراضي القيروان التونسية وتحديدا بمنطقة المتبسطة يعود إلى حوالي 3 أشهر ولا يشكل أي خطورة لأنه ناتج عن احتراق مواد عضوية، نافيا إمكانية حدوث أي زلزال، طالما أن المعهد الوطني للرصد الجوي المختص الوحيد في تونس برصد نشاط الزلازل لم يصدر أي ردّ أو تحذير.

وشرح المسؤول أنّ المنطقة المعنية هي عبارة عن مستنقع جفّ بفعل الحرارة، وهو يتكون من مواد عضوية مخزنة بباطنه، وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة، فإن جل هذه المواد مع الغازات أدت إلى اشتعال النيران باطنيا ما أدى إلى تصاعد الدخان.

وبيّن أن تونس تاريخياً لم تعرف أي زلازل قوية، فأغلبها كانت ضعيفة وغير خطرة، وبالتالي كل ما يروج هو مجرد تخمينات، وحتى الحديث عن غاز "الرديون" المنبعث لا يستند إلى تحليل معمق أو بحوث علمية، وبالتالي لا يمكن تصنيفه على أنه غاز "الرديون" (غاز سام وقابل للاشتعال).




وكان الخبير الدولي في مجال الطاقة والبترول والطاقات المتجددة والباحث في مجال الفيزياء الجيولوجية، مصطفى العيساوي، قد أكد في تدوينة له عبر صفحته على "فيسبوك"، أنه نظرا لكمية الدخان وكثافته التي تضاعفت عن المرة الماضية، ونظرا لاحتمال رسو الصفائح كنتيجة للزلزال الماضي، فإن الحذر يبقى قائما من زلزال سيحدث حتما في القادم من الأيام، مشيرا إلى أن الزلزال سيكون أخطر من سابقه هذه المرة، متوقعا أن تكون خطورته بنسبة 75 في المائة.

وبيّن أنه سبق أن حذّر من الدخان المنبعث بمكونات غاز "الرادون" ومن رائحة الانبعاثات الغازية الكريهة الصادرة من باطن الأرض منذ أيام قليلة مضت، مشيرا إلى وقوع رجّة أرضية في الحدود الزمنية التي رسمها موزعة من الساحل إلى بداية السباسب إلى منطقة الصخيرة والمحرس، لم تحدث أضرارا تذكر نظرا لتوسع مساحة الضغط الزلزالي من وسط البلاد لجنوبها، الأمر الذي جعل الأرض تتنفس على عدة رجات متتالية كانت محدودة الفعالية.

كما 
دعا الخبير إلى مراقبة تطور حرارة الانبعاثات الغازية مع الدخان، لتحديد موعد الزلزال قبل حدوثه بسويعات وإنقاذ الناس والممتلكات من خطر داهم، داعيا إلى إيقاف جميع الاختبارات الجيولوجية ذات العلاقة بالبترول في هذه المرحلة الخطرة التي تشهد نشاطا بركانيا كامنا يسبب حركة غير عادية في الصفائح التكتونية للأرض والتي قد تتفاقم مع الاختبارات الجيولوجية المسيرة بيد الشركات البترولية.

من جهته، قال الباحث الجامعي المختص في التغييرات المناخية والكاتب العام للجمعية التونسية للتنمية والتغييرات المناخية، زهير الحلاوي لـ"العربي الجديد"، إنّ الزلزال لا يمكن  التنبؤ به قبل أشهر، في حين أن هذا الدخان مضى على انبعاثه عدة أشهر، مبينا أن أغلب الزلازل التي حصلت في تونس ضعيفة، وتقريبا المتتبع لنشاط الزلازل في البلد يلاحظ أنها تكاد تقع يوميا، ولكنها ليست ذات أهمية حيث لا تتعدى قوتها 0.2 و0.3 على سلم ريشتر.



وأفاد أن الحديث عن وجود علاقة بين الدخان المنتشر وحدوث زلزال وشيك غير دقيق، لأن أغلب التقارير العلمية عادة ما تتحدث عن غازات غير مرئية، مبرزا أنه يجب البحث علميا في طبيعة المنطقة الجيولوجية بالقيروان، وهل هناك احتمال لاحتكاك صفائح جيولوجية، وأخذ عينات من الغاز وتحليله لمعرفة طبيعته ومكوناته، عدا ذلك لا يمكن إثارة فزع الناس.

 

 

 
 
المساهمون