"البراءة":نخبة الأردن تغنّي للحبّ ردّا على رسوم شارلي إيبدو

أطلق عدد من الإعلاميين والمثقفين والفنانين الأردنيين أنشودة " البراءة يا رسول الله"، بوصفها " ردّاً مثقّفاً من صفوة المجتمع الأردني تجاه الإساءات المتكرّرة ضدّ الرسول محمّد".  

وقال المنتج الأردني، نضال الخزاعلة، في حديث مع"العربي الجديد"، إنّ المغنّاة التي تم إنجاز معظمها نهاية العام الماضي "دفاع عن رسول البشرية وخاتم الأنبياء والمرسلين سيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم، التي يتمّ إطلاقها بين الحين والآخر بتحريض واضح من اللوبي الصهيوني في العالم".

وكشف عن أنّه كان قد توقّف العمل بها العام الماضي لعدم رغبته الشخصية في إطلاقها أمام الجمهور في مختلف أرجاء العالم، بعد انقضاء فترة طويلة نسبياً على آخر الإساءات التي وُجّهت إلى النبي الكريم، مضيفا: "لكنّ الرسومات الاستفزازية التي نشرتها صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية دفعتني من جديد للعودة إلى أرشيفي، وإخراج المغنّاة وإجراء بعض التعديلات والعمل عليها لعرضها في أقرب فرصة ممكنة، لإبراز، أمام العالم أجمع، مناقب رسول البشرية وخاتم الأنبياء والمرسلين سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم".

وشرح الخزاعلة أنّ أهمّ ما يميّز المغنّاة، التي كتب كلماتها الشاعر السعودي، صالح الشادي، ولحّنها ووزّعها موسيقيا، الدكتور أيمن عبد الله، أنّها تجمع مطربي الأردن وإعلامييه، من أتباع الدين الإسلامي ومن أتباع الدين المسيحي، كما تقدّم بين دفتيها رجالات الدين الإسلامي والمسيحي "في مشهد تآخٍ لا يُعدّ غريباً على التركيبة السكانية في الأردن، حيث يتمتّع المسيحي بحقوق الأخوّة والجيرة والعيش المشترك ولا فرق بينه وبين أخيه المسلم في التعامل". 

المغناة يشارك فيها أكثر من 50 فناناً أردنياً بين مطربين وممثلين، أبرزهم: عمر العبداللات، صبا مبارك، منذر رياحنة، إياد نصار، موسى حجازين، لارا الصفدي، محمد العبادي، الدكتورة ريم سعادة، ريم بشناق، حسين طبيشات، جميل براهمة، رولا جردات، زهير النوباني، ناريمان عبدالكريم، عاكف نجم، يزن الشمايلة، مارغو أصلان، سميرة خوري، ياسر المصري، سليمان عبود، حسين السلمان، توفيق الدلو، زياد صالح، سعد أبو تايه، غادة العباسي، ماجد زريقات، هيثم عامر، جهاد سركيس، متعب الصقار، يوسف عرفات، أحمد عبندة، رامي الخالد، سليمان عبود، يحيى صويص، محمود سلطان، محمد رمضان، ليندا حجازي، هيفاء كمال... وآخرون.

تم تصوير الفيديو كليب في جبل القلعة، أحد أقدم الآثار الرومانية التي تتوسّط العاصمة الأردنية عمان، بعدسة المخرجة، ساندرا قعوار، وينتظر أن يحظى عرضها الأوّل برعاية ملكية من الملك عبد الله الثاني بن الحسين، المقرّر في منتصف شهر فبراير/شباط المقبل.

يختم الخزاعلة موضحاً أنّه تمّ اختيار هذا التاريخ "لتزامنه مع يوم الفالنتاين الذي يحتفي به العشّاق. نحن يومها سنرسل رسالة إلى العالم بأنّنا نعشق رسول المحبّة والتآخي والوئام سيّدنا محمّد على طريقتنا، نبعث من الأردن رسالة حبّ وسلام".

ويقول مطلع المغناة: "البراءة يا رسول الله من شرّ البشر/ من عقوق وظلم وإنسان كفر.. يا محمّد يا نبي علّم الدنيا الصبر/ والله انو الصبر فينا فجره وقت مرير/ افترقنا وربنا واحد وتكفينا العبر/ لمتى يا أمة الإيمان ما فينا بصير".

كما أنّه بعد الانتهاء من تصويرها ستتمّ ترجمتها إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والفارسية والأردو والتركية، لتصل إلى شتّى بقاع الأرض حاملة رسالة التسامح والتآخي بين الأديان السماوية.

ملحن العمل، الدكتور أيمن عبد ال،له قال بدوره لـ"العربي الجديد": "على ضوء ما لحق برسول الإنسانية والرحمة، سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم، من إساءات متعمّدة من قبل حاقدين وجاهلين، وتأسّياً بسيرته العطرة عليه السلام، فقد اتّفق عدد من الفنانين والصحافيين والإعلاميين والمثقفين الأردنيين، مسلمين ومسيحيين، بالردّ على الإساءة، ليس من منطلق الإساءة بالإساءة، ولكن من منطلق سيرة المصطفى ومن وحي الرسالة السماوية السمحة الموجّهة إلى كل البشر، لنستعرض أخلاق رسول البشرية، ودعوته الإنسانية بالمحبّة والتسامح، وأخلاقيات ديننا الحنيف، وهو العمل الأضخم في تاريخ الأمة العربية والإسلامية".