سخر ناشطون عراقيون، من الصورة التي نشرتها وسائل إعلام تابعة للحكومة وبعض الأحزاب وأخرى مملوكة للمليشيات، تظهر عناصر من الجيش العراقي يلقون القبض على نازحة مسنة من الأنبار، قالوا إنها كانت ترتدي حزاما ناسفا، تبين لاحقا أنه حزام ظهر طبي.
وبحسب قناة العراقية الحكومية التي بثت الخبر والصورة، فإن "الجيش تمكن من إحباط عملية انتحارية بواسطة حزام ناسف ترتديه سيدة عجوز، بناء على معلومات استخبارية دقيقة واستبسال من أفراد الجيش".
إلا أن الانتحارية العجوز تبين بعد تفتيشها أنها لا تحمل سوى حزام طبي للظهر، ارتدته فوق ملابسها بعد مسير استمر ثلاث ساعات مشيا على الأقدام للخروج من ساحة المعارك، وفقا لزعيم قبلي أكد إطلاق سراحها فيما بعد، إلا أن الإعلام الحكومي لم يعتذر عن الخبر أو يؤكد براءة العجوز.
وحول ذلك انبرى ناشطون ومواطنون عراقيون بحملات ساخرة من الإعلام الحكومي ومحطات فضائية ناطقة باسم المليشيات، خاصة على مقدم برامج فضائية العهد التابعة لمليشيا بدر، حيث قال إن "المرأة العجوز ضبطت وهي تحاول التسلل بين النازحين لتفجير نفسها، مبينا أن الكثير من النساء الكبيرات يتقربن إلى الله من خلال القتل والجريمة".
وسخر حمزة الحسن على صفحته في فيسبوك من الحادث بقوله: "أسد أنت ومغوار يا أبا جهل.. لم يجدوا شيئا لتخدير عقول الشعب من خيبتهم في هزيمة داعش، سوى العجوز المسكينة، هكذا نحن على البسطاء نتقوى تارة ونسرق حياتهم تارة أخرى".
فيما علق محمد علي قائلا: "هذه مهزلة، تخيل أمك أو أمي يفعل معها هكذا كيف ستكون ردة فعلك، وأعتقد أن الحاجة لو كانت فعلا تحمل حزاما ناسفا ما تجرأ أحد أن يقترب منها، بل سيهربون كما يفعلون كل مرة".
فيما اعتبر القيادي في جبهة حراك العرقية، عبدالسميع حسين، الحادث محاولة لخلق فوبيا اسمها "نازحو الأنبار" الذين دخلوا بغداد، واتهامهم بأنهم خلايا لداعش، كما يردد الأغبياء منهم، دون أن يسألوا كيف لشخص يفر من مناطق سيطرة داعش أن يكون تابعا لهم، لكنها عوامل طائفية وهذه بغداد للجميع، ومحاولات عرقلة الحكومة والمليشيات إدخالهم غير دستورية ولا أخلاقية".
وانتقد رافد الرافد أحد أشهر ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، ما وصفه بالكذب والنفاق والدجل الذي يقف وراءه مروجو هذه الأكاذيب، مؤكدا أن المرأة المسنة مريضة، ومن يصدق ما يقال عنها فهو ساذج. وأضاف "الغل والحقد والكراهية والانحطاط دفعت إلى الترويج لمثل هذه الأكاذيب، لكننا تنبهنا لها قبل أن تحصل".
وعبر نازحون من محافظة الأنبار عن خشيتهم من التعرض لاتهامات واعتقالات كيدية، بسبب الحملة التي تنفذها ضدهم جماعات سياسية ناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي. وقال أحد النازحين إلى جامع أم القرى في بغداد، عمر سليمان الدليمي لــ"العربي الجديد"، إن الإساءة المتكررة للنازحين تحمل أكثر من تفسير، فقد تكون إجراء أمنيا يهدف إلى حفظ الاستقرار في العاصمة، وهنا لا يحق لأحد الاعتراض، وقد تكون الإساءة مقصودة للنيل من سمعة النازحين من الرمادي وتعريضهم للمساءلة عن أي خرق أمني قد يحدث في المستقبل، موضحا أنه يرجح الخيار الثاني، ما دفعه مع آلاف النازحين إلى التفكير في العودة إلى محافظتهم الساخنة أو الهروب باتجاه محافظات إقليم كردستان.
اقرأ أيضا:
الأمم المتحدة: 114 ألف نازح من الرمادي خلال أسبوعين
نازحو الأنبار: ثمن الكفيل في بغداد 700 دولار
نازحة عراقية ترمي طفلها في الفرات بعد وفاته جوعاً