الائتلاف السوري يختار رئيساً جديداً ويعتمد خريطة طريق للمرحلة المقبلة

06 مايو 2018
استقالات بالائتلاف السوري سبقت الاجتماع (الأناضول)
+ الخط -
يواصل الائتلاف الوطني السوري، أبرز العناوين السياسية للمعارضة والثورة السورية، أعمال الدورة 39 لاجتماعات هيئته العامة في مقره الدائم مدينة إسطنبول التركية. 

وأكدت مصادر مطلعة في الائتلاف الوطني السوري، لـ"العربي الجديد"، أن عبد الرحمن مصطفى هو المرشح الوحيد لرئاسة الائتلاف في انتخابات من المقرر أن تجرى اليوم، مشيرة إلى أنه "على الأغلب سيكون رئيس الائتلاف القادم ولمدة عام"، موضحة أن الكتلة الكردية لم تعلن بعد مرشحها لمقعد نائب الرئيس، مرجحة أن تكون ديمة موسى النائب الثاني للرئيس، فيما يحتفظ نذير الحكيم بموقعه أمينا لسر الائتلاف. 

ويبدو أن الكتلة التركمانية تصرّ على ترؤس عبد الرحمن مصطفى الائتلاف في العام المقبل، علما أنه يترأس الائتلاف حاليا بـ"الوكالة"، إثر استقالة رئيسه المنتخب رياض سيف لأسباب صحية. 

ونفت المصادر ذاتها الأنباء عن استقالة الكتلة التركمانية في الائتلاف، ولكنها لم تنكر وجود خلافات "يجري العمل على حلها".

وأكدت مصادر في الائتلاف أنه من المقرر أن يتم، اليوم الأحد، انتخاب هيئة رئاسية وسياسية جديدة لمدة عام كامل، واعتماد خريطة طريق للمرحلة المقبلة.

وكان كلٌّ من جورج صبرا وسهير الأتاسي وخالد خوجة، أعضاء الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري المعارض، قد أعلنوا استقالاتهم أواخر الشهر الماضي من عضوية الائتلاف، وذلك احتجاجاً على ما وصفوه بـ"خروج الائتلاف عن مساره الثوري"، و"فرض الحل في سورية على الطريقة الروسية". 

وذكرت المصادر أن أعضاء الائتلاف "يبحثون آخر التطورات الميدانية والسياسية، وعلى رأسها ملف جرائم الحرب، واستمرار الانتهاكات من قبل نظام الأسد وروسيا وإيران بحق المدنيين في مناطق مختلفة في سورية"، وفق المصادر.

وأوضحت المصادر أن الأعضاء "أكدوا إدانتهم الشديدة لسلسلة عمليات التهجير القسري التي تحدث، وآخرها كان في ريف حمص الشمالي، إضافة إلى الغوطة الشرقية بريف دمشق"، مضيفة: "أكدوا أيضا أن استخدام السلاح الكيميائي من قبل نظام الأسد بشكل متكرر هو تحد صارخ للأمم المتحدة وللقرارات الدولية"، مشددين على "ضرورة تفعيل الآلية الدولية للمحاسبة السورية، ومحاكمة بشار الأسد ورموز نظامه". 

ويحمّل جانب من الشارع السوري المعارض الائتلاف مسؤولية الفشل السياسي للثورة والمعارضة السورية، إذ لم يستطع النهوض بمهامه، بل بقي أسير التجاذبات الإقليمية والدولية، وتحوّل إلى عبء سياسي إضافي على الثورة، خصوصاً أنه لم يقم بمبادرات وطنية من شأنها توحيد جهود المعارضين السوريين للنظام الذي استفاد كثيراً من تشظّي المعارضة السورية وتعدد منصاتها.


 

كما يرى كثرٌ أن ارتهان الائتلاف لإرادة دول مؤثرة في الملف السوري أفقده الكثير من مصداقيته، وهو ما ظهر جلياً في الفترة الأخيرة، في ظل أداء ضعيف إزاء أحداث كبيرة جداً ضربت الداخل السوري. 

في المقابل، يُحسب للائتلاف، بحسب المصرّين على بقائه إطاراً معارضاً أوسع، أنه لم ينجر إلى المحاولات الروسية والإيرانية للتوصل إلى حل سياسي يبقي بشار الأسد في السلطة، إذ يُعد أعضاء الائتلاف من "صقور" المعارضة السورية، فيما تعد هيئات ومنصات سياسية أخرى من "الحمائم"، أبرزها هيئة التنسيق الوطنية (معارضة الداخل)، ومنصتا القاهرة، وموسكو.