وأضاف مروة، إن ما صدر على لسان مفتي النظام، أحمد حسون، "ليس محل استغراب بقدر ما هو توضيح لطبيعة هذا النظام الإجرامي، فالأسد لم يكن ينتظر فتوى حسون لقتل المزيد من المدنيين، كما الأخير سعى لتبرير جرائم النظام منذ اللحظة الأولى، ولكن هذه الفتوى وما سبقها من مواقف لتلك المؤسسة توضح الطبيعة الأمنية الإجرامية لمؤسسات النظام، وآلية القتل والتدمير والتجييش الطائفي التي يتبعها بشكل منظم وعبر فتاوى رسمية تدعو للقتل باسم الدين، بأسلوب متماه مع تنظيم الدولة الإرهابي".
وأوضح المروة، أن "ما يمارسه نظام الأسد بحق السوريين اليوم، إنما هو إرهاب دولة منظم، بتسخير كل مؤسساتها المدنية والعسكرية والدينية لقتل المدنيين، هذا الإجرام الذي لا يقل عن إرهاب تنظيم الدولة، الذي ينشغل المجتمع الدولي بحربه متجاهلاً المصدر الرئيسي لبقائه وتمدده". مطالباً المجتمع الدولي، "بخطوات أكثر جدية لمكافحة الإرهاب الذي يتوسع، فالحلول الإسعافية لمواجهة نتائج الإرهاب لن تكفي في الوقت الذي لا يزال السبب الرئيس المتمثل بنظام الأسد قائماً".
وقد عقب فتوى أحمد حسون ارتكاب نظام الأسد مجزرة في مدرسة (سعد الأنصاري) للتعليم الابتدائي في حي الأنصاري، بعد استهدافها بصاروخ فراغي، ما أدى لمقتل عشرة أطفال وأربع معلمات، إضافة لتكثيف قصفه على أحياء، باب النيرب، بستان القصر، مساكن هنانو، والشيخ خضر، ما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى بين صفوف المدنيين.
وكان أحمد حسون قد صرح بتلك الفتوى في اتصال عبر التلفزيون الرسمي السوري، بعد سقوط قذائف من جهة المعارضة على أحياء حلب الخاضعة لسيطرة النظام، حيث ناشد حسون، "القوى العسكرية والوطنية في حلب وكل المناطق في ريف حلب بأن أي قذيفة ستطلق على حلب ستباد المنطقة (التي انطلقت منها) بأجمعها" مضيفاً، "هذا ما أرجوه باسم الشعب السوري وأهل حلب بالذات.. هؤلاء الإرهابيون الذين تدعمهم السعودية وقطر وتركيا هم أعداء الإنسانية وأعداء الله".
وتجدر الإشارة إلى أن أحمد بدر الدين حسون من مواليد مدينة حلب 1949، يحمل إجازة في الأدب العربي، ودكتوراه في الفقه الشافعي من جامعة الدراسات الإسلامية بباكستان، عين خطيباً ومدرساً في عدد من المساجد في محافظة حلب آخرها مسجد الروضة، وكان عضواً في مجلس الشعب عن فئة المستقلين لدورتين متتاليتين (1990-1998)، وبعد يوم واحد من انتهاء حلقة من برنامج الاتجاه المعاكس، والتي جمعت حسون مع الشيخ محمد الفزازي ودفاعه المستميت عن النظام خلال الحلقة، تم تعيين حسون بقرار أمني مفتياً لمدينة حلب عام 2002، ثم مفتياً عاماً للجمهورية العربية السورية، ورئيساً لمجلس الإفتاء الأعلى فيها.