فقد أبلغ المهندس الإسرائيلي يتحساق ميدان، موقع "معاريف"، أن المراكز الاستراتيجية في الدولة العبرية، الخاصة بنقل وتزويد المدن الإسرائيلية بمياه الشرب، شبه مستباحة، وأن جهوزية حماية هذا القطاع غير كافية.
وبحسب المهندس الإسرائيلي المذكور، فإنه كلما طرح الموضوع على الجهات المختصة، جاءه الجواب بأن هذا الخيار "مستبعد"، وأن "مجرد طرحه يعطي العدو أفكاراً لكيفية ضرب إسرائيل وشن هجمات إرهابية من نوع جديد عليها".
ويُطرح الموضوع في إسرائيل عشية انعقاد مؤتمر خاص قريباً تحت عنوان CLEANTECH 2014، حول جاهزية إسرائيل لمواجهة "إرهاب المياه"، خصوصاً على ضوء النقص في مصادر المياه في العالم. وفي هذا السياق، يرى ميدان أن هذا الخطر بات "يهدّد إسرائيل بشكل حقيقي وواقعي"، على الرغم من أن تقارير الأمن الإسرائيلية لم تشر إليه في السنوات الأخيرة، حتى في تقرير "معهد أبحاث الأمن القومي" الصادر في 28 يناير/كانون الثاني الماضي. وأحد أوجه هذا "الإرهاب المائي" هو تسميم آبار الشرب ومجمّعات المياه لإحدى المدن الكبيرة في إسرائيل، حيث "بمقدور خلية أو عنصر واحد التسلل إلى أحد هذه الآبار رغم الإجراءات الأمنية المتخذة في محيطها، وتسميمها من دون أن يكتشف الأمر، بل وبمقدور الفاعل أن يغادر إسرائيل بعد تنفيذ العملية من دون أن يكتشفه أحد"، بحسب ميدان.
النعامة الإسرائيلية
ويشير الرجل إلى أن الجهات الإسرائيلية "تفضّل تجاهل الموضوع وعدم الحديث عنه، والتصرف كالنعامة، والاعتقاد بأن عدم بحث الموضوع يعني أنه غير قائم". ويكشف الخبير بأن الردود التي يتلقاها من الجهات المختصة تتلخص في عبارات من نوع أن "مثل هذا لن يحث عندنا، وإذا حدث فإن تأثيره سيكون قليلاً"، أو القول إن "تركيز السم يقل عند ذوبانه في الماء". باختصار، فإن إسرائيل "تعتمد على المعجزات" وفق ميدان.
وعلى الرغم أنه يذكّر بأن الجهات المختصة تتخذ وسائل حماية ووقاية كبيرة في هذا السياق، بدءاً من نصب اسيجة حول مستوعبات المياه، مجهزة بنقاط مراقبة وكاميرات، إلا أنه يشير إلى أن هذه الإجراءات "غير كافية، وبمقدور من يريد الوصول إلى مصادر المياه، التغلب عليها بسهولة بالغة نسبياً".
ويظهر ممّا نشرته "معاريف"، أن المشكلة الرئيسية تكمن في مواجهة عمليات تسميم المياه، ومعالجة مثل هذه العمليات بعد وقوعها، خصوصاً بعد سريان السم في شبكات المياه البلدية والقروية، وظهور الحاجة لمياه للشرب من مصادر غير مصابة.