دانت جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر استقبال الجمعية العامة للأمم المتحدة للرئيس المصري، الحالي عبد الفتاح السيسي، بينما انتقدت حركة "شباب 6 ابريل"، جبهة أحمد ماهر، تأكيد السيسي، في كلمته أمام المنظمة الدولية أن "مصر دولة مؤسسات تكفل الحقوق والحريات"، وادعاءه بأن "حقوق الإنسان مصونة وحرية التعبير عن الرأي مكفولة"، بما يتنافى مع الواقع المصري على كل المستويات.
وذكرت جماعة "الإخوان" في بيان رسمي صادر عنها أن "استقبال قائد الانقلاب العسكري في مصر بالأمم المتحدة، يعني قبول المنظمة الدولية لمنطق الانقلابات العسكرية واستعمال القوة في النزاعات السياسية وقيام الجيش بإلغاء التجربة الديمقراطية الناشئة عقب ثورة 25 يناير المجيدة".
وأضاف البيان "لقد انقلب السفاح على الرئيس الشرعي المنتخب بإرادة شعبية حرة من خلال انتخابات نزيهة شهد لها العالم كله، ولم يكتفِ بالانقلاب على الشرعية والديمقراطية فقط، وإنما ارتكب أفظع المذابح في تاريخ مصر الحديث، وقتل الآلاف من المتظاهرين السلميين في رابعة والنهضة، وغيرها من الميادين مما وثّقته منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش، التي طالبت بمحاكمته هو وجماعته بسبب هذه المذابح".
وأوضحت الجماعة أن "منظمة الأمم المتحدة التي يجب أن تنحاز إلى مبادئ الحق والعدالة وحقوق الإنسان وحقوق الشعوب استقبلت قائد انقلاب عسكري وسمحت له أن يقف وسط الأسرة الدولية وفي مقر المنظمة التي من مهامها الحفاظ على السلم والأمن الدوليين". وأشارت إلى أن "السيسي بعد أن مارس الإرهاب ضد شعبه، يطالب بدعم العالم على مواصلة جرائمه في حق الشعب المصري".
ووجهت الجماعة التحية "لكل من وقف في وجه السيسي من أفراد الشعب المصري في مصر وفي أميركا ومختلف بلدان العالم وكل من دان حضور السفاح للأمم المتحدة من رؤساء الدول". في إشارة للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
من جانبه قال المحلل السياسي التركي، أوكتاي يلمز، إن "موقف أردوغان من النظام المصري الحالي قائم على رفض تركيا لفكرة الانقلابات العسكرية التي طالما عانت منها خلال عقود ماضية". وكشف أن "موقف أردوغان لا يعبّر عن عداء للدولة المصرية، بقدر ما هو يمثل رفضاً لفكرة الانقلاب على الديمقراطيات التي جاءت بإرادة الجماهير".
وأضاف يلمز أنه "من المفترض أن تظل العلاقات بين الدولتين قائمة مع احتفاظ كليهما بموقفه من الآخر". ولفت إلى أن "هذا الموقف هو الذي كان يتبنّاه الرئيس السابق عبد الله غول، قبل رحيله من قصر الرئاسة مع أنه كان يرى أن ما وقع في مصر عقب 30 يونيو/حزيران 2013 انقلاب عسكري، إلا أنه لم يكن يفضّل الصدام المباشر".
من جهته، أكد وكيل لجنة الأمن القومي بمجلس الشورى، ثروت نافع، أن "كلمة السيسي أمام الجمعية العامة قزّمت حجم مصر لدرجة كبيرة في محاولة منه لاستجداء اعتراف المجتمع الدولي به". وأشار إلى أن "السيسي يحاول استغلال وضع دولي محتقن ضد الإسلام عموماً، بسبب تصرفات فئات متطرفة منه لا نعلم من أين مصدرها الحقيقي، وربما تكون صنيعة مخابرات دولية".
وفي السياق، تساءلت حركة "شباب 6 ابريل" في بيان أصدرته اليوم الجمعة، "عن أي حرية تعبير يتحدث السيسي في دولة فقد فيها الكثير من مواطنيها حياتهم وأرزاقهم وحريتهم، ويُحتجز فيها عشرات الآلاف في السجون لمعارضتهم أو اختلافهم السياسي مع الإدارة الحالية للبلاد؟".
وتابعت "كيف يُرجع الفضل لثورة 25 يناير، بينما يترك دوائر الحكم والمؤيدين تنال منها وتنتهك وتشوه كل من ينتمي اليها ويُعتقل وينكل برموزها".
وأردفت الحركة "تحدث عن الدولة المدنية الديمقراطية، في وقت تهيمن المؤسسة العسكرية على مؤسسات الدولة وتسيطر على الاقتصاد وتحرّك الإعلام، وتُجري انتخابات رئاسية قاطعها أغلبية المصريين وتُماطل في إجراء انتخابات برلمانية".
وزادت "كما تحدث عن خريطة المستقبل التي تم اختزالها في تعديل دستوري يُمكنَهم من السيطرة على البلاد، وتناسى بنوداً هامة تضمنتها الخريطة لن تستقيم الأمور بدونها، مثل العدالة الانتقالية وتمكين الشباب وميثاق الشرف الإعلامي".
واتهمت الحركة السيسي بـ"التباهي بدستور لا يُطبق إذ يتم ضرب الحائط بنصوصه كل يوم وهو لا يزيد عن كونه حبراً على ورق". وأكدت أنه "لا يمكن خداع العالم بتلك العبارات الخطابية ومشاهد التأييد والتشجيع المحشودة".
وأضافت "يدرك الشباب الحقائق كاملة رغم حملات النظام المحمومة إعلامياً لتجميل صورته، وأمنياً لقمع المعارضين ولن يتوقف حتى تتحقق أهداف ثورته مهما طال الوقت".