وقالت الوكالة في بيان لها: "إن الاستشارية لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (أونروا) اجتمعت في الأردن يومي الخامس والسادس والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني، حيث جرى نقاش استراتيجي حول الأونروا والتحديات التي تواجهها المؤسسة الدولية في معرض تقديم خدماتها للملايين من لاجئي فلسطين في قطاع غزة والضفة الغربية (بما فيها القدس الشرقية) والأردن ولبنان وسورية".
ووفق بيان صادر عن "أونروا"، فقد حصلت الأخيرة "على دعم كبير في اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، إلا أنها أيضا قد عانت مؤخرا من توليفة من التحديات الأشد تعقيدا على مدار سنوات عمرها السبعين".
وقال المفوض العام للأونروا بالإنابة كريستيان ساوندرز: "إننا نعمل بجد للتغلب على التحديات بمساعدة الحكومات المضيفة والمانحة، ولكننا بحاجة ماسة لتمويل إضافي لضمان استمرارية خدماتنا الحيوية دونما انقطاع لأكثر من خمسة ملايين ونصف المليون لاجئ والذين نقوم على خدمتهم".
وأكدت "أونروا" أن اللجنة الاستشارية مكلفة بمهمة تقديم النصح والمساعدة للمفوض العام خلال قيامه بتنفيذ مهام ولاية الوكالة، وقد ركز الاجتماع الذي استمر يومين على المجالات الإدارية التي تحتاج إلى التعزيز، بالإضافة إلى زيادة الشفافية والكفاءة والمساءلة.
وأكد المفوض العام بالإنابة على دعوته العاجلة لكافة الشركاء بمواصلة دعمهم للأونروا، كما ناشد أعضاء اللجنة الاستشارية الذين لا يزالون يحتجزون الأموال التي تم التعهد بها القيام بصرفها على الفور، كما طلب أيضا من كافة الأعضاء القيام بزيادة تبرعاتهم من أجل تلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحا للاجئي فلسطين.
وقال ساوندرز: "تحتاج أونروا إلى ما لا يقل عن 167 مليون دولار للفترة الواقعة ما بين الآن وحتى نهاية العام، وذلك لتتمكن من مواصلة برامجها في التعليم والصحة والإغاثة والخدمات الاجتماعية وتحسين المخيمات والإقراض الصغير والحماية والمساعدة الطارئة".
وخلال الاجتماع، أعلنت ألمانيا عن تقديم مشروع تمويل متعدد السنوات بمبلغ يصل إلى 69 مليون يورو، وسيتم صرف 25 مليون يورو من هذا المشروع في عام 2019، كما أعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيفرج عن مبلغ 21 مليون يورو كان قد حجبه منذ انطلاق التحقيقات بشأن الأونروا في الصيف الماضي، وفق بيان الأونروا.
إلى ذلك، قال ساوندرز: "إن أونروا كمنظمة مرنة وصلبة تمر بأسوأ أزمة مالية منذ نشأتها وتتطلب اهتماما ودعما عاجلا من المجتمع الدولي، ومستقبل لاجئي فلسطين هو الآن بين أيديكم".
وتواجه الأونروا طلبا متزايدا على خدماتها بسبب زيادة عدد لاجئي فلسطين المسجلين ودرجة هشاشة الأوضاع التي يعيشونها وفقرهم المتفاقم، ويتم تمويل الأونروا بشكل كامل تقريبا من خلال التبرعات الطوعية، فيما لم يقم الدعم المالي بمواكبة مستوى النمو في الاحتياجات، ونتيجة لذلك فإن الموازنة البرامجية لـ"أونروا"، والتي تعمل على دعم تقديم الخدمات الرئيسة، تعاني من عجز كبير.
ودعت الوكالة كافة الدول الأعضاء للعمل بشكل جماعي وبذل كافة الجهود الممكنة لتمويل موازنتها بالكامل، وقالت إنه "يتم تمويل برامج الأونروا الطارئة والمشروعات الرئيسة، والتي تعاني أيضا من عجز كبير، عبر بوابات تمويل منفصلة".
وتأسست الأونروا كوكالة تابعة للأمم المتحدة بقرار من الجمعية العامة في عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية لحوالي 5.5 ملايين لاجئ من فلسطين مسجلين لديها، وتقتضي مهمتها بتقديم المساعدة للاجئي فلسطين في الأردن ولبنان وسورية والضفة الغربية وقطاع غزة، ليتمكنوا من تحقيق كامل إمكاناتهم في مجال التنمية البشرية وذلك إلى أن يتم التوصل لحل عادل ودائم لمحنتهم.
وتشتمل خدمات "أونروا" على التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية وتحسين المخيمات والحماية والإقراض الصغير.