"الأخوان غونكور": مرآة لقرن بأكمله

03 ابريل 2020
الأخوان غونكور
+ الخط -

بفضل أبرز جائزة أدبية في الثقافة الفرنسية اشتهر اسم غونكور، حتى أنه أخفى من كان يحمله، وهما الأخوان غونكور، جول وإدمون، اللذان وضعا فكرة أكاديمية تتكوّن من عدد من المثقفين البارزين تشرف على جائزة تُمنح سنوياً لأفضل عمل أدبي (تخييلي) مكتوب باللغة الفرنسية.

وفي الحقيقة، لم يعش كلا الأخوين لحظة تأسيس الأكاديمية التي تحمل اسمهما، حيث رحل جول في 1870 فيما رحل إدمون سنة 1896، وضمن وصيّة الأخير عرف العالم الأدبي بأنهما قرّرا أن تُبعث "أكاديمية غونكور" برأسمال يساوي قيمة تركتهما المشتركة.

حول سيرة "الأخوين غونكور"، صدر مؤخراً كتاب عن منشورات "فايار" المتخصصة في الكتب البيوغرافية. العمل أنجزه كل من المؤرّخين جان لوي كابانيس وبيير دوفياف، وقد أشارا في المقدّمة إلى أن إنجاز سيرة شخصين تقتضي طرق كتابة مختلفة عن شكل السيرة المعروف والذي يعتمد على شخص واحد، ففي هذه الحالة يستند المؤرّخ على الخط الزمني ويتابعه من البداية إلى النهاية، أما في السيرة المشتركة فلا بدّ من البحث عن المشترك والمختلف لإضاءة أين تتفق الشخصيتان وأين تفترقان، وفي حالة الأخوين غونكور فإن القارئ ينتظر فهم العلاقة المركّبة بينهما، وما يمكن أن تسببه من مساهمة كل طرف في الأعمال المشتركة.

من خلال هذا الكتاب، اختار المؤلفان أن يكون التأريخ للحياة الثقافية في فرنسا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر مدخلاً إلى سيرة الأخوين غونكور، فما يميّزهما بحسب كابانيس ودوفياف هو تعدّد مشاغلهما، فلم يكونا مجرّد كاتبين متعاونين، بل هما أيضاً جامعا آثار ولوحات، وناقدان أدبيان وفنيان، ومقرّبان من عالم العروض الموسيقية والمسرحية. باختصار تمثّل سيرة الأخوين كونغور مرآة للقرن التاسع عشر.

يُذكر أن "أكاديمية غونكور" تستمر إلى اليوم في منح جوائزها، ولا تزال كما كانت منذ إطلاقها أشهر جائزة أدبية في فرنسا، بل إنها باتت منذ عقود جزءاً من السياسات الثقافية الرسمية وأحد ركائز الفرنكفونية أو إشعاع اللغة الفرنسية خارج حدودها، حتى أن حفلات إعلان الجوائز وقائمات الأعمال المرشّحة باتت تنظّم في كثير من الأحيان خارج باريس.

دلالات
المساهمون