"الأحمر" يظلّل بورصات العالم... والأوروبية الأسوأ أداءً منذ 2016

20 ديسمبر 2018
معنويات ضعيفة بين متداولي وول ستريت (Getty)
+ الخط -

لم تسلم إلّا بعض بورصات الأسهم العالمية من موجة هبوط ألمّت بها اليوم الخميس، من الخليج إلى العواصم الأوروبية، ومنها إلى أسواق آسيا والولايات المتحدة، بضغط من عوامل متنوعة، أبرزها تقلبات النفط وتداعيات سياسة تسعير الفائدة الأميركية.

فقد هبطت أسواق الأسهم الخليجية الرئيسية اليوم الخميس، متأثرة بانخفاض أسعار النفط وضعف البورصات العالمية، بعدما رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة.

وانخفض المؤشر الرئيسي للسوق السعودية 1.4%، مسجلاً خسائر للجلسة الثالثة على التوالي، ومتراجعاً دون متوسطه المتحرك في 100 يوم البالغ 7814 نقطة، وهي علامة فنية سلبية.

وتراجعت أسهم جميع شركات البتروكيماويات المدرجة، وعددها 14 شركة، متأثرة بهبوط أسعار النفط لأدنى مستوياتها في ما يزيد على عام، مع انخفاض سهم الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) 1.2%.

وتباين أداء أسهم البنوك. وربما يؤدي رفع أسعار الفائدة في السعودية اقتفاءً لأثر رفع الفائدة الأميركية، إلى زيادة صافي هوامش الفائدة لمصارف المملكة. لكن أسهم بعض البنوك الكبيرة تضررت بشدة، إذ هبط سهم مصرف الراجحي 1.4%.

وانخفض مؤشر سوق دبي 1.4%. وهبط سهم بنك دبي الإسلامي 2.5%، بينما تراجع سهما داماك العقارية والاتحاد العقارية، وهما بالفعل قرب أدنى مستوياتهما في سنوات، بنسبة 9.9 و3.2% على الترتيب.

لكن سهم إعمار العقارية ارتفع واحداً بالمئة، بعدما قالت الشركة إن حصيلة بيع فنادقها البالغة 2.2 مليار درهم (599 مليون دولار) ستستخدم في تمويل عقارات تجارية تدر عائدات أعلى. وتتوقع إعمار أيضاً أن يظهر تأثير تلك الصفقة في الربع الأول من 2019.

وزاد المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية 0.5%، مع صعود سهم البنك التجاري الدولي، أكبر مصرف مدرج في مصر، بنسبة 2.7%. وتضرر السهم بشدة جراء تغييرات مقترحة في الضرائب على حيازات البنوك من أدوات الخزانة، لكنه تعافى في الأسبوعين الأخيرين مع انحسار القلق من تلك التغييرات.

وأظهرت بيانات البورصة أن المستثمرين الأجانب اشتروا أسهماً مصرية أكثر مما باعوا اليوم الخميس بفارق كبير، وكانت أسهم البنك التجاري الدولي من الحيازات الأساسية للمؤسسات الأجنبية.

وهبط مؤشر بورصة قطر 0.8%، مع تراجع سهمي بنك قطر الوطني ومصرف الريان المتخصص في المعاملات الإسلامية 1.9% لكل منهما.

وانخفض سهم البنك التجاري القطري، أكبر مساهم في البنك الوطني العماني 0.6%، بعدما قال المصرف إنه لا يؤيد الاندماج المقترح بين البنك الوطني العماني وبنك ظفار، الذي ارتفع سهمه 3.1%.

وصعد سهم قطر لصناعة الألمنيوم (قامكو) 5.6%، بعدما قفز عشرة بالمئة في الجلسة السابقة، حينما قررت فوتسي راسل لمؤشرات الأسواق إدراج سهم قامكو في مؤشراتها من 24 ديسمبر كانون الأول.

مؤشرات أوروبا الأدنى في عامين

ودفعت توقعات أسعار الفائدة المخيبة للآمال من البنك المركزي الأميركي الأسهم الأوروبية للتراجع بشكل حادّ اليوم، إذ هبط عدد من المؤشرات الرئيسية لأدنى مستوى في عامين بفعل القلق من أن تضغط السياسات النقدية المشددة على النموّ الاقتصادي الضعيف.

وأغلق المؤشر ستوكس 600 الأوروبي منخفضاً 1.4%، وكذلك المؤشر داكس الألماني، بينما تراجع المؤشر كاك 40 الفرنسي 1.7%. وفتحت وول ستريت أيضاً على انخفاض، وتراجع المؤشران ستاندرد آند بورز 500 وناسداك 1.4 و1.8% على الترتيب في الوقت الذي أغلقت فيه أوروبا.

وبعد رفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة للمرة الرابعة هذا العام، ألمح المركزي الأميركي إلى مزيد من الرفع التدريجي للفائدة، مخيباً توقعات الأسواق التي كانت تأمل رسالة أكثر ميلاً للتيسير من البنك المركزي لأكبر اقتصاد في العالم.

وشهدت أسواق الأسهم الأوروبية موجة بيع بشكل عام مع هبوط مؤشرات جميع القطاعات المتداولة، إذ قادت القطاعات المرتبطة بالدورات الاقتصادية مثل التعدين والتكنولوجيا والبنوك الانخفاضات الحادّة، وتراجعت مؤشراتها 2.7 و2.6 و2.4% على الترتيب.

وضغطت المخاوف المتعلقة بتباطؤ الاقتصاد العالمي والنزاع التجاري بين واشنطن وبكين، وعدم الاستقرار السياسي على آفاق نموّ أرباح الشركات الأوروبية.

ويتجه المؤشر ستوكس 600 الأوروبي لتسجيل أسوأ أداء سنوي له منذ 2008، بعدما تراجع 13.5% منذ بداية العام.

والمؤشر داكس الألماني، المنكشف بقوة على الصين، منخفض 17.9% منذ بداية العام، بينما هبط المؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني المتضرر من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي 12.7% في الفترة نفسها.

وتراجع مؤشر الأسهم الإيطالية إم.آي.بي نحو 15% منذ بداية العام، تحت ضغط مخاوف بشأن المالية العامة للبلاد.

"وول ستريت" وطوكيو على خط الهبوط

وفي وول ستريت، انخفضت الأسهم الأميركية عند الفتح اليوم، لتواصل الخسائر التي تكبدتها في الجلسة السابقة، بعدما توقع مجلس الاحتياطي الاتحادي وتيرة أقل لرفع أسعار الفائدة في 2019، لتأتي توقعاته دون آمال المستثمرين بمزيد من التيسير النقدي.

وتراجع المؤشر داو جونز الصناعي 0.43% إلى 23224.12 نقطة. ونزل المؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.41% إلى 2496.77 نقطة. وهبط المؤشر ناسداك المجمع 0.44% إلى 6607.76 نقطة.

وكان المؤشر نيكاي الياباني تراجع إلى أدنى مستوياته في 15 شهراً اليوم، بعد قرار المركزي الأميركي الذي أوقد شرارة عمليات بيع في الأسهم العالمية.

وهوى نيكاي 2.8% إلى 20392.58 نقطة، في أضعف إقفال للمؤشر القياسي منذ سبتمبر/أيلول 2017، كما نزل المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 2.5% إلى 1517.16 نقطة، وهو أدنى مستوى إغلاق له منذ إبريل/ نيسان 2017.

وقال هيرويوكي أوينو، المحلل لدى سوميتومو ميتسوي تراست لإدارة الأصول، إن "معظم المستثمرين أرادوا انتظار قرار مجلس الاحتياطي قبل تكوين مراكز، والآن يتحول المستثمرون العالميون صوب أصول الملاذات الآمنة قادمين من الأسهم".

وأضاف أن المستثمرين يبدون عزوفاً عن المخاطرة، بفعل المخاوف من تباطؤ في الاقتصاد العالمي، وهو ما ظهر في صورة بيع في الأسهم المرتبطة بالدورة الاقتصادية مثل شركات الآلات والشحن البحري والتكنولوجيا.

وهوى سهم ميتسوي أو.اس.كيه لاينز 6.9% ونيبون يوسن 4.6%، في حين انحدر سهم باناسونيك 5.1% وفقد فانوك كورب 3.6% وطوكيو إلكترون 4.3%.
المساهمون