لا يزال التخريب والنهب الممنهج الذي تتعرّض إليه العديد من المواقع الأثرية في بلدان عربية تعيش صراعات أهلية، يحظى باهتمام المنظّمات والمؤسسات المعنية في السنوات الأخيرة، يُضاف إليه ملف اعتداءات الاحتلال الصهيوني على الآثار في فلسطين.
يحضر هذان الملفان الأساسيان في المؤتمر العام لـ"الاتحاد العام للآثاريين العرب" الذي تنطلق أعمال دورته الحادية والعشرين في مقرّ الاتحاد في القاهرة صباح السبت المقبل، العاشر من الشهر الجاري، تحت شعار "حقوق حضارة لبناء حضارة"، ويتواصل ليومين بمشاركة أكثر من مئة باحث عربي.
التظاهرة التي تقام بالتنسيق مع "جامعة الدول العربية" تناقش أيضاً "قضايا أثرية مهمة تشكل تهديداً مباشراً للتراث القومي، منها سرقة الآثار بين المخاطر والحلول، وقضية دير السلطان في القدس ومخاطر التهويد، وحماية الآثار"، بحسب بيانها الرسمي، لكن توصياتها لا تجد اهتماماً رسمياً يُذكر.
اللافت في الدورة الحالية، إعلان الاتحاد عن تأسيس مجموعة من المراكز العلمية البحثية المتخصّصة في مجالات علوم الآثار والمتاحف وحماية التراث؛ بهدف الارتقاء بعلوم الآثار بين أبناء التخصص الواحد، وإنشاء صندوق لدعم طلاب الدراسات العليا على المستوى العربي وبخاصة لأطروحات الماجستير والدكتوراه المعنية بحماية الآثار والتراث في فلسطين واليمن وسورية والعراق.
وتركز أبحاث المؤتمر على مجال الترميم في الآثار مثل التلف الإنشائي في بعض المباني الأثرية من خلال نقاش المظاهر والعوامل والعلاج في أكثر من مدينة عربية، وبحث آليات مستقبلية لإنجاز أعمال الصيانة والتأهيل.
من بين الأوراق المشاركة: "أوقاف بيت المقدس من التوثيق المكتوب إلى التوثيق الإلكتروني" لـ هشام توفيق من المغرب، و"الوجود الإسلامي في الفن والعمارة في مقاطعة توسكانا الإيطالية في عصر النهضة" لـ محمود سالم الشيخ من مصر، و"نقود الملك النبطي رب إيل الثاني (70 – 106م) من خلال مجموعة خاصة غير منشورة" لـ سعد الطويسي من الأردن.
إلى جانب "القصور الأميرية في البلاد التونسية في العصر الوسيط" لـ أسماء نور الدين عمارة من تونس، و"العمارة التقليدية الصحراوية المستدامة: قصر بني يزقن نموذجاً" لـ التجاني محمد العمودي من الجزائر، و"مظاهر الانتقال من العصر الحجري الوسيط إلى الحجري الحديث في إقليم السودان الاوسط" لـ ريان محجوب جار النبي من السودان.