منذ الأربعاء الماضي، استقبل "مطافئ: مقر الفنانين" في الدوحة الجمهور في افتتاح معرض "استديوهات بيكاسو"، الذي يتواصل حتى الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، بعد أن تأجّل انطلاقه منتصف آذار/ مارس الماضي، مع إغلاق المؤسسات الثقافية في قطر ضمن إجراءات الوقاية من كوفيد -19.
التظاهرة التي تأتي في إطار فعاليات "العام الثقافي قطر - فرنسا"، وتشرف عليه القيمة فيرجيني بيردريسو - كاسان، تتتبّع المحترفات الثمانية التي عمِل فيها الفنان الإسباني (1881 – 1973)، وفق ترتيبها الزمني: استوديو باتو لافوار، استوديو شارع شويلكر، استوديو شارع لا بويتي، قصر بواغولو في نورماندي، واستوديو شارع غراند أوغستان، واستوديو فورنا في فالوريس، واستوديو كاليفورنيا، فضلا عن أعماله عندما انتقل من قصر فوفنارغ إلى المنزل الريفي في نوتردام دو في عام 1958 وظلّ فيه حتى رحيله.
يضمّ المعرض أكثر من مئة عمل تمّ اختيارها من "متحف بيكاسو الوطني" في باريس، وتشمل لوحات ومنحوتات ورسومات ومطبوعات وأعمال خزفية تعكس تطوّر فن صاحب "غرنيكا" بحسب الامكنة التي احتضنت تجربته، ويندرج ذلك في سياق العديد من الاستعادات التي تقدّمها متاحف حول العالم استناداً لدراسات تعيد قراءة الفنان الأشهر في القرن العشرين ضمن مراحله المختلفة.
تُعرض لوحة "المطبخ"، التي رسمها الفنان الإسباني في نسختين؛ الأولى كانت أكثر بساطة في تكوينها، حيث أضاف تفاصيل ملوّنة للنسخة الأخرى، والثانية تعرف بـ"رجُل عند موقد"، وتعكس أسلوبه التكعيبي في بناء خطوط صارمة وحادة وتباينات لونية منوّعة في مركز اللوحة.
إلى جانب لوحة "الفنان أمام قماش الرسم"، وهي من لوحاته التي نفّذها بالفحم على القماش، ويبدو الفنان فيها بملامح غير مكتملة خلال عملية الرسم، إلى جانب منحوتة من البرونز بعنوان "رأس امرأة من الجانب - ماري تريز"، وهي تنتمي إلى سلسلة منحوتات قدّمها بيكاسو منذ بداية ثلاثينيات القرن الماضي.
أما لوحة "رَجُل عند موقد"، فنفّذها بيكاسو في باريس عام 1916، بألوان زيتية على قماش، وهي تنتمي إلى المرحلة التكعيبية من حياته حيث يتم تفكيك العناصر إلى أجزاء وإعادة تركيبها من جديد على شكل مستخلص من أشكال هندسية متراكبة، وتصويرها من وجهاتٍ متعددة ضمن تكوين واحد من أجل تحقيق بناء فيزيائي متكامل له تأثير يشبه الكولاج.
يضمّ المعرض كذلك لوحات "الخليج في كان"، و"استديو فيلا كاليفورنيا"، و"كنيسة القلب المقدس"، و"دراسات لأعمال"، و"طبيعة صامتة: تمثال نصفي وطبق فواكة ولوح ألوان"، ومنحوتة "رأس امرأة من الجانب: ماري تيريز".