"اتحاد الناشرين التونسيين": قلة الحيلة أم غياب الدعم؟

23 اغسطس 2020
من لوحة لـ عبد الرزاق الساحلي
+ الخط -

كان من المفترض أن يقام "معرض تونس الدولي للكتاب" في نيسان/ أبريل الماضي، غير أن إجراءات الحجر الصحّي فرضت تأجيله، وقد جرى الإعلان عن تشرين الثاني/ نوفمبر كموعد بديل، غير أنه مع اقتراب هذا التاريخ لا تبدو أية مؤشّرات لتنظيم المعرض، مما يخلق حالة من الضبابية بات يتخبّط فيها قطاع الكتاب، فمن دون رزنامة واضحة يصعب ترتيب إصدارات الكتب خصوصاً في حال مشهد النشر في تونس حيث تعتمد دور النشر على مواعيد بعينها لتحقيق أرباح يصعب على السوق المحلية في سائر الأيام أن يتيح تحقيقها.

في هذا السياق، أصدر "اتحاد الناشرين التونسيين" منذ أيام بياناً يتضمّن دعوة صريحة لوزارة الثقافة بالتدخل لإنقاذ قطاع الكتاب والنشر، فإلى جانب الإجراءات الوقائية لمنع انتشار الوباء كان لسياسات الوزارة دورها في "الأزمة" التي يتخبّط فيها الناشرون اليوم.

يشير البيان بشكل واضح إلى استياء الناشرين من "سياسة وزارة الشؤون الثقافية في التعاطي مع الأزمة التي يعيشها قطاع النشر وعدم إيلاء الكتاب الأهمية التي يستحقها مما أدى إلى تدهور وضع الكتاب التونسي، خصوصاً وأن الوزارة تملك الكثير من الأدوات التي يمكن من خلالها مساعدة القطاع في عبور هذه الأزمة بسلام".

واستنكر اتحاد الناشرين "غياب كل أشكال الدعم" في هذه الفترة الحرجة "رغم كثرة الوعود"، خصوصاً في ما يتعلّق بدعم الورق وشراءات الكتب، التي يجري تزويد المكتبات العمومية بها. وهنا يشير البيان إلى كثرة العراقيل الإدارية التي يبدو أنها تتسبّب بنتائج أكثر كارثية من وضعية الأزمة الصحية، ومن بين النقاط الأخرى التي احتجّ عليها الناشرون رفضهم إلغاء "المعرض الوطني للكتاب التونسي" الذي يقام عادة في نهاية العام منذ سنتين، ويتيح للناشر التونسي أن يقدّم إصداراته بعيداً عن المنافسة الأجنبية. 

اعتبرت وسائل إعلام كثيرة أن بيان "اتحاد الناشرين التونسيين" صرخة فزع حول مستقبل القطاع، لكن تجدر الإشارة هنا إلى التعويل المبالغ فيه من قبل الناشرين على دور الجهات الرسمية في إنقاذ القطاع في وقت يمكن العمل فيه على تحريك سوق القرّاء بأساليب مبتكرة. في هذا السياق نذكر أن تقارير حول مبيعات الكتب في عدّة بلدان أوروبية قد أظهرت أن الجائحة كانت لها نتائج إيجابية على دور النشر والمكتبات.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون