"ابتسامة" كالو وريفيرا: عن حياة قصيرة صاخبة

29 مارس 2017
(كالو وريفيرا، تصوير: نيكولاس موراي)
+ الخط -
شكّلت تقلّبات حياتها التراجيدية محلّ اهتمامٍ من قبل كتّاب سيرتها والنقّاد ومورّخي الفن وصولاً إلى الفوتوغرافيين الذين سعوا إلى كشف مزيد من الحقائق والمعطيات؛ 47 عاماً فقط عاشتها الفنانة المكسيكية فريدا كالو (1907 – 1954) لكنها كانت مليئة بالصخب والمواقف السياسية والمغامرات العاطفية والانكسارات.

"ابتسامة في منتصف الطريق" هو عنوان المعرض الذي يُفتتح في "المتحف الوطني الأردني" في عمّان، في الثالث من الشهر المقبل ويتواصل حتى السابع والعشرين منه. تُقدّم الأعمال المعروضة جانباً من الحياة اليومية لاثنين من أبرز الرسّامين المكسيكيين في القرن العشرين؛ فريدا كالو وزوجها دييغو ريفيرا (1886-1957).

يضمّ المعرض 45 صورة التقطها مصوّرون عايشوا لحظات من إبداع الفنانيْن وأطلّوا على تفاصيل تتعلّق بعلاقتهما الشخصية وصداقاتهما وبعض مواقفهما حيال قضايا سياسية واجتماعية وفنيّة.

تتجاور أعمال غييرمو كالو، وبيتر جول، وغييرمو ثامورا، ونيكولاس موراي، وإدوارد وستون، ومانويل ألفارث برافو، وخوان غوثمان، وقد عُرضت لأوّل مرّة في متحف "ريفيرا وكالو" في العاصمة المكسيكية عام 2002، ثم تنقّلت في عدّة مدن آسيوية وأفريقية وأوروبية.

كالو التي شُغفت بالوقوف أمام عدسات الكاميرا، ما يُبرزه وجود عشرات الفوتوغرافيين الذين يحتفظون لها بصور نادرة، تُظهر تماسكاً وصلابة وإغواء كذلك، وهي التي أصيبت منذ صغرها بشلل الأطفال وخلّف لديها إعاقة في رجلها حرصت على إخفائها، وإظهار مقاومة وعنادٍ لآلامها وبؤسها وهزائمها النفسية.

كما عكست علاقتها مع زوجها ريفيرا الذي يكبرها بعشرين عاماً، مشاعر مركّبة، ورغم انفصالهما لعام واحد فقط وارتباطاتهما العاطفية خارج الزواج، إلاّ أن ذلك لم يحل دون استمرار حبّهما حتى رحيلها.

يُقدّم المعرض وثيقة حيّة على تجربتهما في الفن والعيش، وعلى مرحلة بأكملها لم ينفصل إبداعهما عن أحداث كبرى ومؤّثرة مرّت فيها المكسيك في النصف الأول من القرن العشرين.

المساهمون